«الجزيرة» - الرياض:
أصدر مركز القرار للدراسات الإعلامية دراسة حديثة اعتمد في مادتها على محتوى حساب السفير الصيني لدى المملكة تشن وي تشينغ على منصة التواصل الاجتماعي «تويتر»، بوصفه محتوى يسهم في مد جسور التواصل مع الشعب السعودي.
وهدفت الدراسة الصادرة عن مركز القرار لمعرفة أنماط استخدام السفير الصيني لحسابه الشخصي على تويتر؛ خلال الفترة من 1 ديسمبر 2020م حتى 31 مايو 2021م، ووصل عدد تغريدات فترة الدراسة: 361 تغريدة، تمثل التغريدات الأصلية منها نسبة 87 %، فيما تعد 13 % كتغريدات معاد تغريدها.
وأظهرت الدراسة أن اللغة المستخدمة في الحساب خلال فترة الدراسة تغلب عليها العربية بنسبة 97 %، مقابل نسبة 2 % للغة الصينية، ونسبة 1 % للغة الإنجليزية، وتركز محتوى السفير باللغة العربية على قوة علاقات البلدين ورفضه التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للمملكة، فضلًا عن دعم المملكة في الحفاظ على سيادتها وأمنها واستقرارها، مشيدًا بإجراءاتها الإيجابية في حل ملف اليمن، ومستعرضًا للمساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة للصين، مبينًا الاستعداد الكامل للارتقاء بالشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين، ومنوهًا إلى قِدم العلاقات الصينية مع العرب وأنها ضاربة في التاريخ. ومن أبرز مظاهر تواصل السفير مع الشعب السعودي حرصه على التغريد باللغة العربية التي يُجيدها، وتأكيده على احترام بلاده للدين الإسلامي والمسلمين، والتركيز على العوامل المشتركة بين المملكة والصين حضاريًا وثقافيًا، والظهور في بعض جولاته الشخصية مرتديًا الزي السعودي التقليدي، إضافة إلى استخدام اللهجة المحلية لتقديم نفسه ضمن نسيج المجتمع السعودي، ومشاركة المتابعين السعوديين الأعمال الفنية السعودية والعربية مثل الموسيقى، ومتابعة كرة القدم السعودية والتغريد حول مبارياتها، وتقديم التهاني للفرق الفائزة، والتفاعل مع مسابقة أبو ناصر التي أطلقها رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه معالي المستشار تركي آل الشيخ في شهر رمضان المبارك. وبحسب الدراسة تهدف تغريدات السفير الصيني بنسبة 56 % للترويج لبلاده، فيما ذهبت نسبة 8 % للإعلام والإخبار بالمستجدات والمعلومات، ونسبة 9 % للإشادة بإنجازات المملكة، ونسبة 14 % لإظهار قوة العلاقات السعودية الصينية، وأخيرًا نسبة 13 % للتواصل والتفاعل مع الشعوب العربية. وتتمثل الأهداف الرئيسية للسفير «تشن وي تشينغ» في حسابه على تويتر بإظهار قوة وقدرات بلاده كشريك موثوق للمنطقة والمملكة تحديدًا، وإبراز الصين كمقصد سياحي يمتلك المقومات التي تجعلها دولة سياحية جاذبة، إضافة إلى محاولة تغيير الصورة الذهنية المتكونة لدى البعض عن تعامل الصين مع المسلمين، فيما تمثلت مضامين لغة خطاب السفير الصيني في الاعتزاز بالشعب السعودي وعاداته وتقاليده، واحترام وتقدير المملكة كدولة بتاريخها وحضارتها وثقافتها، فضلاً عن الثناء على الإنجازات التحديثية لها في مختلف المجالات، والاعتراف بقوتها ومكانتها على الصعيدين الإقليمي والدولي.ومن أبرز النتائج التي رصدتها الدراسة تركيز السفير على القوى الناعمة لكل من السعودية والصين، وسعيه لتعزيز التقارب بين شعب بلاده والشعب السعودي، إضافة إلى حرصه على إبراز التشابه الحضاري والثقافي والتراثي للبلدين، وسعيه لتقديم الصين كشريك موثوق للمملكة العربية السعودية.