د.عبدالعزيز الجار الله
تتكون المملكة من عدة أقاليم جغرافية زراعية خصبة وغنية في الإنتاج، والمثال على ذلك هي التمور تنشر زراعتها في أقاليم وواحات: القصيم، الأحساء، المدينة المنورة، الخرج وجنوب الرياض، بيشة، والجوف، وغيرها من المحافظات والمناطق، وهذا اعتدنا عليه منذ زمن لكن هناك زراعات نستهلكها بكثرة وطوال العام ولا نزرعها وهي القهوة (البن)، ونطلق على بعضها أسماء غير دقيقة مثل القهوة التركية والقهوة الأمريكية يقصد القهوة البرازيلية أو المصنعة في أمريكا الشمالية، رغم أن لدينا في جنوب غرب المملكة بيئة مناسبة لزراعة البن القهوة التي يقوم عليها هذه الأيام اقتصاد وتجارة المحلات والمطاعم من نوع المقاهي في الاسواق المركزية وحتى على الطرقات.
شرق إفريقيا المنتجة للبن من الشمال إلى الجنوب:
- إثيوبيا وإريتريا وجيبوتي والصومال، في الضفة الغربية للبحر الأحمر.
- يقابلها على الضفة الشرقية للبحر الأحمر من الشمال للجنوب المملكة العربية السعودية (مناطق الباحة وعسير وجازان) ثم دولة اليمن التي تعد من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للبن.
والفارق بيننا وبين شرق افريقيا واليمن أن هذه الدول اهتمت تاريخياً في زراعة أشجار البن، وأصبحت تصدره للعالم حتى أصبحت تسمى بالقهوة التركية وهو منتج يمني وأفريقي، وتركيا لا تزرعه بكثافة اليمن وأفريقيا حيث تعد دول شرق أفريقيا الموطن الأصلي للبن الأفريقي والعربي، ولدينا ثلاث مناطق مطابقة تماماً للمرتفعات الأفريقية التي تزرع البن، وهي مرتفعات السروات والمناطق: الباحة وعسير وجازان، ويمكن زراعته في باقية المرتفعات الغربية مرتفعات الحجاز ومدين، فقد نجحت حالياً زراعة البن في مناطقنا الجنوبية الغربية في المدرجات وسقياها من مياه الأمطار، وزرع حتى الآن نحو نصف مليون شجرة من البن، ويجري العمل على إنشاء مصانع لهذا الانتاج، الفرز والتصنيف والتنظيف والتعبئة للتوزيع الداخلي والدولي.
لقد تأخرنا كثيراً وأهملنا هذه الزراعة والصناعة، التي تشكل ثروة نستفيد منها استثمارياً وتخدم مناطق الريف الزراعي.