«الجزيرة» - سعد العجيبان:
قال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة في مقابلتين خاصتين مع قناتي «العربية» و»الشرق للأخبار» إن التوافق موجود بين دول أوبك+ ما عدا الإمارات، مؤكداً أن القليل من التنازل والعقلانية يمكن أن يجعل اجتماع اليوم -الاثنين- ناجحاً.
وبعد مفاوضات على مدار يومي الخميس والجمعة الماضيين، لم تنجح دول «أوبك بلس» في التوصل إلى اتفاق حول زيادة الإنتاج في سوق النفط العالمية، ومن المقرر أن تجتمع الدول مجدداً اليوم الاثنين، في محاولة للتوصل إلى اتفاق.
وأضاف سموه: لست متفائلاً ولا متشائماً باجتماع أوبك+ المرتقب، فأنا أحضر اجتماعات أوبك+ منذ 34 عاماً ولم أشهد طلباً مماثلاً، لافتاً أنه لا يمكن لأي دولة اتخاذ مستوى إنتاجها في شهر واحد كمرجعية.
ومضى سموه يقول: أمثل دولة متوازنة تراعي مصالح الجميع في دورها كرئيسة لأوبك+، والسعودية أكبر المضحين، ولولا قيادتها لما تحسنت السوق النفطية. وأوضح سموه أنه إذا كانت هناك تحفظات لدى أي دولة فلماذا سكتت عنها سابقاً، مشيراً إلى أن تمديد اتفاق أوبك+ هو الأصل في اقتراحنا وزيادة الإنتاج «تزوّد»، ولا بد من توجيه رسائل واضحة للسوق النفطية ولمدة طويلة، وزيادة الـ400 ألف برميل شهرياً لا تكفي لإنهاء التخفيضات في أبريل 2022، وتمديد اتفاق أوبك+ هو الأصل وزيادة الإنتاج هي الفرع في اقتراحنا.
وقال سموه: نحن وروسيا شريكان في اقتراح تمديد اتفاق أوبك+ وزيادة الإنتاج، هناك آلية متبعة للتظلمات في أوبك+ أما الانتقائية فصعبة، ولا أعرف أن أي دولة اعترضت على حصتها في اجتماع مارس 2020.
وحول تأثير جائحة «كورونا» قال سموه إنه توجد عوامل عدم يقين لسوق النفط منها متحور دلتا وإنتاج إيران وفنزويلا.
وفي شأن إيران أورد سموه أنه لا أحد يعرف حجم الإنتاج الإيراني الذي قد يأتي إلى السوق.
«الشرق للأخبار»
وفي مقابلة سموه لقناة «الشرق للأخبار» قال سمو وزير الطاقة إن هناك شبه إجماع من دول تحالف «أوبك+» كافة، على زيادة الإنتاج بمعدل 400 ألف برميل يومياً، اعتباراً من أغسطس المقبل، والمقترن بتمديد اتفاق التحالف حتى نهاية 2022، باستثناء دولة الإمارات التي تعترض على خطة التمديد، وأعرب سموه عن أمله في أن تنضم الإمارات إلى التوافق الذي تُجمع عليه الدول كافة في اجتماع اليوم الاثنين.
وأشار سموه إلى أن الطاقة الإنتاجية للسعودية تصل إلى 13 مليون برميل، بحسب ما أعلنته في أبريل 2020، لكنها التزمت بتوافق التحالف بحجم الخفض المطلوب، إضافة إلى خفض تطوعي يصل متوسطة إلى 400 ألف برميل يومياً منذ بداية الاتفاق -قدمت المملكة خفضاً طوعياً بواقع مليون برميل، بدءاً من فبراير الماضي، وجرى تخفيفه تدريجياً بدءاً من مايو الماضي- مساهمة منها في دعم استقرار أسواق النفط التي انهارت في أبريل 2020 نتيجة لتداعيات فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي.
وعن توقعاته لتوازن أسواق النفط في ضوء مقترح زيادة الإنتاج بواقع 400 ألف برميل يومياً خلال شهر أغسطس، قال سموه إن الاجتماع الشهري للتحالف يستهدف ضبط توازن الأسواق، وحين تم الاتفاق مع روسيا على مقترح السعودية بزيادة الإنتاج بهذا الحجم، تم الأخذ في الاعتبار ثلاثة تحديات هي: زيادة الإنتاج في فنزويلا، عودة النفط الإيراني للأسواق، وثالثاً مخاطر عودة الإغلاقات الاقتصادية بسبب تحور الفيروس، مشيراً إلى أن المرونة موجودة في سبتمبر سواء بالخفض أو استمرار الزيادة بنفس الوتيرة.
وتحفظ سمو وزير الطاقة على التعليق على الأسعار الحالية للنفط مع وصوله إلى 76 دولاراً للبرميل، بقوله «لا نعلق على الأسعار» باعتبار أن هدف التحالف هو ضبط التوازن بين العرض والطلب، موضحاً أن الأسعار الحالية شبيهة لمستويات 2018، ولا يرى أنها سبب في ارتفاع معدلات التضخم الحالية. وقال سموه إن تأثير أسعار النفط على التضخم غير واضح.
الإمارات
وتطالب الإمارات برفع خط الأساس لإنتاجها وهو مستوى الإنتاج الذي يتم احتساب التخفيضات على أساسه، طالبت برفعه إلى 3.8 مليون برميل يومياً، بدلاً من 3.1 مليون برميل يومياً.
وكان وزير الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات العربية المتحدة سهيل المزروعي، قال في مقابلة مع الشرق للأخبار إن بلاده تؤيد ضرورة زيادة الإنتاج بداية من شهر أغسطس حتى نهاية أبريل من عام 2022، لكنها لا توافق على التمديد المشروط باتفاقية جديدة، ومن حقها أن تطالب بمراجعة إنتاجها ومساواتها بجميع الدول، وبالتالي يجب فصل قرار التمديد عن قرار الزيادة.
وأكد المزروعي أن الإمارات تتمسك بحقها السيادي في مناقشة الاتفاقات الجديدة، مشيراً إلى أن الاتفاقية الحالية تنتهي في أبريل المقبل، ويمثل التمديد حتى نهاية 2022 اتفاقاً جديداً لا بد أن يخضع لموافقة الأطراف كافة بالشروط التي تناسبها.
خلفية
وكانت الدول الأعضاء في تحالف «أوبك بلس» للدول المصدرة للنفط خلال اجتماعها الجمعة، قد أخفقت في التوصل إلى اتفاق لتحديد حصص الإنتاج اعتباراً من أغسطس، وأعلنت المجموعة إرجاء محادثاتها إلى الأسبوع المقبل.
وشاركت في محادثات الجمعة التي عقدت عبر الفيديو وجاءت استكمالاً لاجتماع الخميس الدول الـ13 الأعضاء في منظمة أوبك بقيادة المملكة، تلاها اجتماع فني بين دول تحالف «أوبك بلس» البالغ عددها 23.
وقال بيان صادر عن أوبك في وقت متأخر الجمعة إنه تم إرجاء الاجتماع إلى الاثنين 5 يوليو الساعة 13.00 بتوقيت غرينتش.
يذكر أن أسعار النفط هوت في أبريل 2020، بوصولها إلى مستويات شبه صفرية في ضوء تزامن إغلاقات الاقتصاد العالمي مع حرب النفط التي كانت دائرة بين المملكة وروسيا، قبل أن يعود التحالف للاتفاق مجدداً على خفض 9.7 مليون برميل يومياً اعتباراً من مايو 2020، وتم تنسيب حجم الخفض المطلوب من كل دولة بحسب حجم إنتاجها في ذلك التوقيت، مع استثناء ليبيا من الخفض لظروف الإنتاج المتعثرة في الدولة الأفريقية.
وكان من المقرر انتهاء الاتفاق بحلول أبريل المقبل، فيما ترى المملكة وروسيا ضرورة التمديد لنهاية العام المقبل لضمان استقرار الأسواق، وهو ما رفضته الإمارات في اجتماعات يومي الخميس والجمعة الماضيين، مطالبة بتعديل سقف الإنتاج الذي تم على أساسه حسب قيمة الخفض المطلوبة من كل دولة باعتبار أن طاقتها الإنتاجية تفوق هذا السقف بنحو 18 في المائة.