عبده الأسمري
بين أحقية الإدارة وأسبقية الإرادة لاح أسمها وباح وصفها في «انطلاقة» النساء من أعماق «التخطيط» إلى «آفاق» الشورى..حيث حنت إلى جذور «التنشئة» الأولى وأمتنت لأصول «النشأة» المثلى.. فتوشحت بالأدب وتسلحت بالإبداع لتنطلق في «سماء» العرفان.. سيدة نالت «المعالي» من حيادية «القرار» وإدارية حصدت «العلا» من سيادية «الاقتدار». لتكون الصوت الذي دوى في شؤون «الفارق» بهيمنة «الفكر» و«الصدى» الذي نطق في متون «الفرق» بسلطنة «التفكير» مسجلة ً «البصمات» على صفحات «شقائق» الرجال بـ«حقائق» الفعال في منصب أول وموقع أمثل تحت قبة «التشاور» وفي «هبة» التحاور لتكون «المساعد» في صياغة «القرارات» و«الساعد» في صناعة «الإنجازات».
أنها مساعد رئيس مجلس الشورى معالي الدكتورة حنان الأحمدي أحد أبرز القيادات السعودية والنماذج الوطنية النسائية في مجال النماء والتنمية
بوجه حجازي الأصول تطغى عليها ملامح «الهدوء» وتسمو فيه مطامح «السمت» مع تقاسيم وطنية هادئة الطباع ساكنة التطبع تتشابه مع والديها وتتقاطع مع عشيرتها.. وشخصية ودودة مشفوعة بالإنصات ومسجوعة بالثبات وكاريزما تتقاطر منها صفات «الطيب» وتتسطر وسطها سمات « التهذيب» وطلة رسمية ترتدي حشمة «دينية» عنوانها «الحجاب» المتكامل مع الأزياء الوطنية المنوعة وصوت ممتلئ بمفردات القيادة ومكتظ بانفرادات التوجيه مع لغة فريدة سديدة تتعالى فيها «عبارات» التأثير وتتسامى وسطها «اعتبارات» التقدير.. ولغة عصماء في التواصل الرسمي ولهجة بيضاء في الوصال العام مع توليفة حديث تنموي خليط بين الأثر والمآثر ينطق بالحرفية وينطلق بالاحترافية.. قضت الأحمدي من عمرها سنين وهي تملأ قاعات الجامعات بالمحاضرات الشافية وتشبع منصات القرارات بالرؤى الكافية وتحيك للمستقبل رداء فضفاض من التحول مطرز بالابتكار ومعزز بالاعتبار..
في محافظة «الجموم» الساكنة في قلب «الحجاز» وقرب وادي فاطمة «الماكث» في قالب «الشهرة» ولدت في يوم «ربيعي» ملأ أركان «حيها» «الصغير» بأهازيج الفرج وغمر أبعاد «أسرتها العريقة» بأريج الابتهاج..لتدوي إضاءات «البشرى» في منزل والدها «المشهور» بالأدب و»الشهير» بالمعرفة.. ليتحول مجيئها إلى «حدث» أشعل «قناديل» البهجة في مضارب «القوم» وحديث أوقد «مواويل» المهجة في مشارب «البشرى»..
تفتحت عيناها على أب يرافق الكتب ويرفق بالجميع وأم تلهج بالدعاء وتبذخ بالعطاء فتحولت «طفولتها» الأولى إلى «هوية» مثلى للحنان الذي نالت منه «الاسم» وانتهلت منه «المعنى» وتعتقت أنفاسها صغيرة بأحاديث «الإشادة» في سجلات «المؤثرين» من أبناء عائلتها ومساجلات «المبدعين» في إنحاء قبيلتها متأبطة ذراع والدها كل مساء ليرضي غرورها الطفولي المطعم بأسئلة بريئة جريئة عن ميادين «الثقافة» ومضامين «الحصافة» واتجاهات «التفوق» وواجهات «التميز» معلنة «الدوافع» الأولى بالبحث عن «مكنون» ذاتي جعلها تكتب أمنياتها في «كشكول» مدرسي ممتلئ بالهام «البدايات» وأحلام «النهايات» متخذة من «موهبة» الصغر وسيلة «للتفاني» ومن «مهارة» الذات غاية «للمعاني» التي انتقلت معها لتكون «رفيقة» درب أنهته بالتربع على «عرش» المعالي.
انتقلت الأحمدي مع أسرتها إلى الدرعية بالرياض والتحقت بمدارس التعليم وحصدت الاعتزاز والامتياز والإنجاز في سنوات دراسية كانت لها بمثابة «التحدي» السابق للنصر وبمثوبة «التصدي» اللاحق للفوز مولية قبلتها شطر «الانفراد» وموجهة بوصلتها قبالة «التفرد» حاصدة «السبق» في نتائج «الجامعة» وقاطفة «العبق» في سمعة «التربية»..
ودرست بجامعة الملك سعود ونالت بكالوريوس الاقتصاد ثم حصلت على درجة الماجستير في الإدارة الصحية من جامعة تولين بأمريكا والدكتوراة في ذات التخصص من جامعة بيتسبرغ بأمريكا.. عادت للوطن وفي يمناها «غنيمة» الشهادة وفي يسراها «قبضة» الريادة وعملت في معهد الإدارة منسقة قطاع الإدارة الصحية من (2004-2008) ثم منسقة لبرامج الدراسات العليا حتى 2009 ثم تعينت مديرة عامة لمعهد الإدارة العامة من عام 2009 -2013 وعملت بمسمى «أستاذ دكتور» عام 2017 وفي عام 2013 تم تعيينها عضوة بمجلس الشورى في أول دورة دخلت فيها المرأة وأعيد اختيارها عام 2016 وصدر أمر ملكي بتعيينها مساعدًا لرئيس مجلس الشورى بالمرتبة الممتازة في 18 أكتوبر عام 2020 .
للأحمدي بصمات باهرة في الجمعيات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني ولديها عشرات العضويات في عدة جامعات وهيئات وتميزت بالتدريب المنفرد في تنمية المهارات الإدارية والقيادية، وشاركت بالتدريس في بعض الجامعات السعودية وقدمت عشرات الدراسات والبحوث والمساهمات العلمية محلياً وعالمياً، وشاركت في العديد من الوفود الرسمية إلى عدة برلمانات ولجان دولية حصلت على جائزة عضوية جمعية دلتا أوميغا الفخرية للخريجين المتميزين في مجال الصحة العامة بأمريكا وجائزة التميز في النشر العملي من معهد الإدارة العامة، ورشحتها قائمة فوربس ضمن أقوى 200 امرأة عربية عام 2014 لقوائم الشخصيات القيادية وحصدت جائزة سيدتي للإبداع والتميز عام 2015 وغيرها..
قامت الأحمدي بجهود جبارة في العمل الشوري والتنظيمي إضافة إلى وجودها كحجر أساس وركن تأسيس في عدد من خطط التطوير والتجديد في قطاعات عدة.
حنان الأحمدي.. وجه التمكين الإداري وواجهة التمكن النسائي التي ستظل «أنموذجاً» للاحتذاء في مسيرة السعوديات و»مثالاً» للاقتداء في سيرة الوطنيات.