«الجزيرة» - الرياض:
انطلقت يوم أمس الأحد جلسات المائدة المستديرة حول «الفرص الاستثمارية للاستفادة من المخلفات الناجمة عن الأنشطة التعدينية بالمملكة»، التي يشارك فيها عدد من المختصين والخبراء في مجال تدوير المخلفات من وزارة الصناعة والثروة المعدنية، والهيئة السعودية للمساحة الجيولوجية، والمركز الوطني للنفايات، والشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير (سرك)، وعدد من شركات القطاع الخاص ذات العلاقة بصناعتي التعدين والتدوير.
وفي مستهل افتتاح الجلسات ألقى معالي نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية، المهندس خالد بن صالح المديفر، كلمة رحب فيها بالمشاركين في هذه الفعالية، وقال إن موضوعها يكتسب أهمية كبرى لدى الوزارة؛ باعتبار أن البيئة من المكونات الرئيسة لعناصر الاستدامة التي تُعَدُّ من مرتكزات الإستراتيجية الشاملة للتعدين والصناعات التعدينية؛ إلى جانب مرتكزي الحوكمة والشفافية.
وأشار في كلمته إلى أن اللائحة التنفيذية لنظام الاستثمار التعديني اهتمت بشكل عام، بالاستدامة والتنمية المجتمعية بما في ذلك ما يتعلق بالبيئة. كما أن عدداً من مبادرات إستراتيجية التعدين ركزت على هذا الجانب، مثل مبادرة تحقيق الاستدامة، التي تهدف إلى حماية البيئة والصحة والسلامة للعاملين في القطاع والمجتمعات المحلية، إلى جانب هدفها في تحفيز أبناء هذه المجتمعات على المشاركة في نشاطات التعدين والشراء من المجتمعات المحلية، الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق منافع مجتمعية، تُسهم في تنمية المناطق المجاورة للمشروعات التعدينية.
وتطرق إلى مبادرة إنشاء الشركة السعودية لخدمات التعدين التي تنهض بدور مهم من خلال الإسهام في مراقبة وتحقيق الامتثال للوائح البيئة والصحة والسلامة، وتوفير بيئة آمنة مستدامة في قطاع التعدين، ورفع مستوى التزام الشركات بمعايير البيئة والصحة والسلامة المتضمنة في نظام الاستثمار التعديني ولائحته التنفيذية.
وأكد معالي المهندس خالد المديفر في كلمته انفتاح قطاع التعدين على الاستفادة من كل الجهود والتشريعات التي تُصدرها مختلف الجهات الحكومية والمشاركة في تحقيق الأهداف التي تسعى إليها على مستوى حماية ونظافة البيئة في بلادنا. وقال إننا من أجل تعزيز إمكانية تحقيق هذه الأهداف أطلقنا، من خلال مبادرة الاستدامة في قطاع التعدين، برنامجًا لتبادل المعرفة والخبرات في مجال إدارة المخلفات الناتجة عن الصناعات التعدينية. وتُعد هذه الندوة أولى ثمار هذا البرنامج الذي سيتطور - بإذن الله - مع الوقت بفعل ما سنلقاه من تعاون وتجاوب كل المعنيين بهذا المجال في القطاعين العام والخاص.
وشدد معاليه، في ختام كلمته، على أهمية الابتكار في مجال تدوير مخلفات الصناعات التعدينية وتحويل هذه المخلفات إلى فرص استثمارية حقيقية، مؤكداً على أن وزارة الصناعة والثروة المعدنية تشجع المستثمرين، بكل ما تملك من طاقات وإمكانات، ليبادروا في اتخاذ كل الخطوات والإجراءات المحققة للابتكارات والمؤثرة في عمليات إعادة تدوير مخلفات التعدين.
بعد ذلك بدأت جلسات المائدة المستديرة حيث ألقى الرئيس التنفيذي لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، كلمة تطرق فيها إلى مجمل تجارب الهيئة وما يمكن أن تقدمه في هذا المجال. ثم قدم المهندس نادر إسكندر عرضًا عن «فرص الاستفادة من مخلفات أحجار الزينة بمنطقتي الرياض ونجران»، وقدم الدكتور عبد الله السباعي، من المركز الوطني للنفايات، عرضاً عن «مستقبل إدارة النفايات بالمملكة وآلية تحفيز الاستثمار بالمنظومة»، بينما قدم المهندسان ناصر ومانع الصقور من شركة بن هركيل عرضاً عن: «استغلال فاضل مجمعات تعدين مواد البناء وصخور الزينة».
أعقب ذلك عقد حلقة نقاش برئاسة المستشار أحمد عجب نور، رئيس اللجنة المنظمة للمائدة المستديرة، تناولت عدداً من النقاط التي تطرقت لها أوراق الجلسة الصباحية، حيث تم التطرق لعدد من المداخلات والمقترحات التي قدمها الحضور لإثراء موضوعات ونتائج هذه الجلسة.
وفي الجلسة الثانية، التي بدأت في تمام الساعة الواحدة ظهراً، قدم الدكتور مبخوت الصيعري، من جامعة نجران، عرضاً عن «دور الأبحاث والدراسات في تعظيم قيمة المخلفات التعدينية». وقدم الأستاذ الدكتور ناصر العجمي، من هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، عرضاً عن «الاستخدامات الأمنة والمفيدة للمخلفات الناتجة عن أنشطة التعدين واستغلال المحاجر في المملكة العربية السعودية»، ثم قدم الأستاذ عبدالله الحربي، من شركة عدوان، عرضاً عن «أفضل الممارسات للحفاظ على البيئة»، وقدم المهندس خالد الراشد من الشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير (سرك)، عرضاً عن «النفايات الصناعية في التعدين». ثم تم عقد حلقة نقاش برئاسة الأستاذ أحمد عجب نور لمناقشة عروض هذه الجلسة وإثرائها بمداخلات واقتراحات الحضور.
وفي نهاية الجلسات تمت تلاوة التوصيات التي خرج بها المشاركون والحاضرون.