صيغة الشمري
كل صفاتنا الحسنة نسبوية، إذ ليس هناك من يتمتع بصفة حسنة تصل لدرجة الكمال، يمر عليك موقف تشعر معه بأنك كنت غبياً أو مغفلاً بنسبة معينة حتى لو كان مقياس الذكاء العلمي يمنحك درجة ذكاء تقترب من الكمال، لكن المهووسين بنظرية المؤامرة يصعب تقييم درجة ذكائهم أو حتى درجة غبائهم، يصعب فهم طريقة تفكيرهم، يخافون أن يستغفلهم أحد لدرجة أنهم لا يستأمنون غيرهم في أي شيء، لديهم تفسير خاص لجميع الأحداث ينطلق من مبدأ المؤامرة، اجتاحت ظاهرة المؤامرة ثقافتنا العربية منذ عقود من الزمن، فلا تجد مجلساً يخلو من أحاديث تفنِّد المؤامرات التي تدور حولنا، لدرجة فقدت معها مجالسنا حميمتها ودفئها والراحة النفسية التي كانت تتمتع بها. علماء المؤامرة الذين يبحثون عن نجومية المجالس أضروا كثيراً ببعض المغفلين الذين يثقون بهم، إذ حرموهم من أخذ اللقاح للحد من خطورة فايروس كورونا على أرواحهم، بعض من هؤلاء المغفلين عندما داهمه فايروس كورونا دخل في حالة صحية حرجة، والذي لم يفقد حياته تضرَّرت صحته بشكل كبير، أثبتت الدراسات التي تقوم بها وزارات الصحة في العالم كافة ووزارة الصحة السعودية بشكل خاص أن نسبة الحالات الحرجة من الذين أصيبوا بفايروس كورونا كانت 99 % من الذين لم يتلقوا لقاح كورونا، هذه نسبة علمية بالأرقام والذي لا يصدق الحقائق العلمية والأرقام المثبتة عبر الدراسات لا يمكن تسميته إلا مغفلاً، المضحك في الموضوع أن هذه الحقيقة العلمية لا تحتاج إلى دراسات وبحوث، فنحن نراها كل يوم في حياتنا، بنظرة بسيطة للذين أصيبوا من معارفك ستجد أن الذين أخذوا اللقاح مرت عليهم الإصابة بكورونا برداً وسلاماً حتى إن بعضهم لم يعان أبداً من أي عرض من أعراض الإصابة بفايروس كورونا، على عكس الذين لم يأخذوا التطعيم عانوا كثيراً من أعراض شديدة وأغلبهم دخل العناية المركزة، لذلك عزيزي المواطن أو المقيم لا تكن مغفلاً وتصدِّق هرطقات المرضى بنظرية المؤامرة الذين يشككون بأهمية وجدوى لقاح كورونا ويسوِّقون لمقاطع تافهة لجهلاء يعلقون على أكتافهم قطعاً معدنية لإثبات أن اللقاح مؤامرة! ولا تكن مغفلاً أكثر وتأتي بمثال شاذ لشخص أخذ اللقاحات ورغم ذلك دخل العناية المركزة، فلكل قاعدة شواذ لا يعتد بها ولا تنفي الحقائق المطلقة!