عبد الرحمن بن محمد السدحان
*لمْ ولنْ أندمَ على مواجهات الألم في فجر حياتي. أو ضُحاها، بل أحمد الله على كل شيء، وأعوذ بربِّي أن تكونَ الحياةُ، بزينتها وعذابها وفتنها، مهْما أشرقت شمسُها أو أسودّت، أكبرَ همّي الآن. لكنّني، رغم ذلك، أحتفظ بذْكرى أحداثها في خاطري.. عبرةً وذكرى!
***
* امتدادًا للخاطرة الأولى في حديث اليوم، أعتَزُّ بما قدّرهُ لي ربُّ العالمين، منذ فجر طفولتي حتى اليوم، وإذا كان مشوارُ حياتي قد بدأَ بشَيءٍ من معاناةٍ وشيءٍ من ألم، في النفس والجسَد، فقد أنْبتَتْ هذه المواقف في نفسي غَرْسَةَ التحدِّي لا الاستسلام، طمَعًا في أن يكونَ غَدي خيْرًا من أمسي!
***
* والمرءُ السويُّ لابدّ أن يتذكَر ماضيه، بسَرَّائه وضَرَّائه، يستلهمُ منه العبرةَ، ويتغذّى منه بالعَزْم! وهكذا بدأتُ مشوار حياتي، وأرى في كل ذلك عِبْرةً تعلمت منها الكثيرَ من سَرَّاء الحياة وعُبوسها!
***
* وخلال ربيع عمري، (عقدتُ) مصَالحةً مع الماضي بنوره وناره، ومُتَعه وعذابه، كي لا تبقَى ذكرياته (غصّةً) تُفْسد فرحةَ المستقبل وإنجازاته! ولذا، لا أغلوُ إذا قلت إنني الأن أتذكَّر الأمسَ بشيءٍ من العرفان، فلولاه، بعد عون الله وتوفيقه، ثم دعاء الوالديْن، تغمدهما الله برحمته ورضوانه، مَا عرفتُ للألم ضدًّا! راحةً في البال، وسعةً في الرزق، وإنجازًا في الأداء!
***
* من ذكريات العيش في أمريكا:
ما برَحتُ أكنُّ للإنسَان الأمريكي التقديرَ، فقد عشت على أرضه أندى سنوات العُمر الأولى، فقطفتُ من حقوله المعارفَ والمواقف والخبراتِ التي شكّلت مني (مشروع إنسان) يشْعرُ بالثقة في نفسه وفي غده، ويحلم أن يكرّسَ حياته وجهدَه لخدمة أمته ووطنه، العمرَ كله!
***
لم يتأثّرْ هذا الموقف المتفائلُ بنشُوء بعض الزوابع السياسية العابرة بين البلدين، لكنها سرعان ما غيّبها العقلُ والتفاهمُ، وانتصرت المصالح المشتركة بين الكيانيْن، لتشرق الشمس من جديد!
***
* خاطرة عن الرشوة:
الرشوة هي إحدَى واجهات الفساد الإداري، في أيّ مجتمع وفي أيّ مكان! لكن تتباين وقائعُها نِسَبًا وأرقامًا من مجتمع إلى آخر، وكذلك وسائل مكافحتها.
***
* وهي تنشأ بسُبُلٍ متعدّدة، في غياب الرقيب الأمين، وقد تنشأُ أحيانًا بمبادرةٍ من (المستفيد) نفسه إما تخطّيًا للحواجز، أو اختصارًا للإجراءات، أو طمعًا في حق ليس فيه حق!
***
* وكلّما تعدَّدت الإجراءات، وضعفت معها الضّمائر، وغابت هيبة الرقيب، كان ذلك بمثابة (مستنقع) تتوالد فيه (طفيليّات) الرشوة!
***
* والعلاج لذلك متعدّدُ الأوصَاف، من أهمها (تجفيفُ) مستنقعات الفسَاد الإداري بكل أنماطه وأشكاله، و (أنْسَنة) الأنظمة والإجراءات كي تكون عونًا للمواطن لا عبئًا عليه!