رقية سليمان الهويريني
في لقاء مفتوح لكتاب الرأي مع الرئيس التنفيذي لهيئة الغذاء والدواء الدكتور هشام الجضعي ونوابه الكرام منتصف الأسبوع الماضي، جرى نقاش لا تنقصه الصراحة! بل كان صاخباً، خصوصاً حين أبدى الرئيس تقبله لأي سؤال، مما أدى إلى فتح موضوعات شائكة، سواء بالأغذية المعدلة وراثياً أو تلك التي تستقبلها منافذ المملكة من جبل علي الذي أثار الجدل -مؤخراً-.
وقد أوضح الرئيس أن الأغذية المعدلة وراثياً سليمة ومناسبة لصحة الإنسان، وأن ما يشاع حولها غير صحيح، كما أكد أن جميع المنتجات الواردة للمملكة، تخضع للكشف والفحص، ومن ثمّ يتم فسحها، ولا تستثنى دولة الإمارات من ذلك، خصوصاً جبل علي، وأن التشكيك بصلاحيتها دون دليل قائم يعرض صاحبها للتحقيق والتحويل على النيابة العامة، لأن ذلك يثير البلبلة، ويحدث تشكيكاً في تقاعس الهيئة عن دورها المناط بها وثقة القيادة بها!
كما تم مناقشة الأغذية التي تسبب حساسية لمن يتناولها وضرورة تنبيه المطاعم على كتابة كل ما تحويه الوجبات المقدمة للمستهلك، وتم التطرق لإفراط المزارعين في استخدام المبيدات، حيث أكد نائب الرئيس الدكتور صالح الدوسري قيام الهيئة بسحب عينات خضار وفواكه واردة من المزارع ضمن البرنامج الوطني لرصد بقايا المبيدات في الأغذية، وأشار إلى تفوق المملكة بالوصول إلى نسبة عالمية متدنية جداً باستخدام المبيدات.
وتم التطرق إلى انتشار الخلطات التجميلية وخطورتها، وأكد الرئيس استمرار الجولات الميدانية في محلات العطارة، وتفتيش محلات منتجات التجميل، حيث تم مصادرة مستحضرات صيدلانية مغشوشة قد تسبب أمراضاً وتشكل خطورة على صحة المستهلكين.
وفي الوقت الذي أشكر الرئيس ونوابه على الأريحية التي لمسناها في اللقاء؛ فهي مناسبة للإشادة بجهود الهيئة العامة للغذاء والدواء على اهتمامها بالمستهلك رغم التحديات التي تواجهها، سواء في مراقبتها لما يدخل للمملكة من منتجات غذائية ودوائية، أو متابعتها للمصانع الغذائية في الداخل، وهي حقاً جهود تذكر فتشكر.
ولأن هيئة الغذاء والدواء قد نالت ثقة المجتمع؛ فيبقى التعويل على المواطن الواعي بأن ينشط لمساعدتها في القيام بدورها من خلال التواصل معها على الرقم الموحد 19999 وإبلاغها عن أي تجاوزات تضر بالمستهلك.