عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) أصبح الجميع يتحدث في التاريخ الرياضي ويجادل ويناطح ويناقش ويسترسل فيه رغم أن البعض منهم ليس له ناقة ولا جمل في هذا المضمار، وكل ما في الأمر أنه ركب الموجة في هذه الفترة التي تجلب الأضواء والشهرة، والحقيقة التي أعتقدها أن ما يحدث في وسطنا الرياضي من رياح عاتية في تاريخنا الرياضي يجعلنا نصرخ وبأعلى صوت (أن كل من هب ودب) يتحدث عن هذا التاريخ للأسف الشديد، والخطورة الأكبر في هذا البحر المتلاطم في تاريخ المجال الرياضي هو قلب الحقائق والهرج والمرج في المعلومات التي يرفضها أناس عايشوا الأحداث وارتبطوا بها ولكن لأن الحابل اختلط بالنابل فلم يعد النش يفرق بين الحقيقة والتدليس والعبث بهذا التاريخ وأصبحت القناعة هي الميول وهنا أعني أن الجماهير يأخذون التاريخ من إعلاميي ومنسوبي النادي الذي ينتمون له حتى لو كان هذا التاريخ لا يعنيهم ويختص بالأندية الأخرى.
وبكل صراحة نحن نعيش في أزمة تاريخية كبرى لأن الاختلاف ليس فقط بين الجماهير والإعلاميين والجبهات المتحالفة أو المختلفة مع بعضها، بل أصبحنا نقرأ ونسمع الاختلاف في المعلومات والتواريخ والألقاب والمسميات للبطولات حتى بين المؤرخين المعروفين أنفسهم، بل في بعض الأحيان مؤرخ واحد يختلف في معلوماته بين فترة وأخرى وهذه معضلة كبرى تواجه وسطنا الرياضي بكامله ولا سيما أن التوتر قائم منذ ما يقارب الأربع سنوات فيما يخص توثيق البطولات.
واليوم كل ما نحتاجه العودة إلى لغة العقل والإنصاف والمؤرخون الموثوق فيهم في تناول مثل هذه المواضيع خصوصاً أنها أصبحت عناوين يومية لكل المجتمع الرياضي بأسره حتى الإعلامي الذي لم يتجاوز عمره العشرين ربيعاً تصدر مشهد الفتوى الرياضية بالحديث عن بطولات الستينات والسبعينات من القرن الميلادي الماضي.
هنا أقول كفى عبثاً بتاريخنا الرياضي وأوقفوا هذه المهازل حتى لا نكون أضحوكة عند الآخرين، ولا ننسى أن التاريخ أمانة في أقلام الإعلاميين وأمانة في رصد المؤرخين الذي يجب أن يكونوا أكثر حرصاً على تاريخنا الرياضي الطويل.
نقاط للتأمل
- احترم جميع أطياف المجتمع الرياضي بمختلف ميولهم، لكن من غير المقبول أن يخرج من يتحدث عن تأسيس نادٍ ويصادر الحقيقة ويغيرها خاصة أن المؤسسين من أعيان المجتمع ورؤوس إحدى القبائل العزيزة ويجيرها لشخص تعب المتعصبون من ذكره وترديد اسمه رحمه الله رغم أنه كان فقط أحد العاملين عند المؤسسين الحقيقيين.
- قلتها عدة مرات وأكررها: أنا لست مؤرخاً ولا راصداً ولكني فقط معاصر قريب وهنا أقول لا يمكن لبلد عمره مائة عام أن يكون تاريخ مسابقاته فقط أربعين عاماً ثم كيف يتم تجاهل بطولات مناطق واعتماد بطولات خيرية ومناسبات وطنية فقط لعبت للذكرى.
- أتمنى أن يكون هناك جهة رقابية صارمة ومعنية بمحاسبة، بل معاقبة كل من يحاول التلاعب أو الحديث عن تاريخ الوطن الرياضي وهو غير متخصص أو مصرح له بذلك، فقد طفح الكيل وأصبح الأمر غير مقبول نهائياً.
خاتمة:
مشاعر الإنسان هشة جدًا لدرجة أن كلمة جميلة تصنع للقلب أجنحة وكلمة قاسية قد تحطم قلبًا فانتقوا نظراتكم وكلماتكم بدقة فهي تصنع بداخل الآخرين أثرًا لا يمحى.
«وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي جميعاً عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي».