«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني:
ريحانة الجنوب وعطرها، دفء الشعور في الوجهة الأكثر برودة، عسير التي تبدو وكأنها حكاية استسقاء لذلك تجلس شاهقة وقريبة من الغيوم، وفي رحلة الصعود إلى الأعلى هناك يتطلب الأمر بعض الاستعدادات المسبقة والمعدة بشكل كاف، حيث سيتجلى شعور الحماسة والخفة في كل خطوة.
تقترب من تكوينك وبدايتك في كل مرة تلمس الطين والخضرة، تتأمل في الطريقة التي يتكيف فيها الإنسان مع الطبيعة ويوظفها لتكون في صفه، وستجد أن منطقة عسير تكتنز بالكثير من الأماكن التي تمنحك شعور بالذهول المتواصل، التخطيط الجيد يقلص ويختصر البحث، ويساعد على التعرف على الأماكن قبل زيارتها، لأن كل شبر فيها يحمل بعدًا تاريخيًا ودلالة ثقافية ومتعة بصرية.
الطبيعة في عسير والإنسان كل منهم يشبه الآخر، كل منهم لديه ما يقوله ويسرده، لذلك كن مستعدًا للخدر والإنصات للقصص، اكتشف فتنة التفاصيل ومذاق اللهجة، لاحظ انعكاس المكان على الملامح والبيوت والترحاب، عش اللحظة والحالة لأنك صرت جزء من الطبيعة.
وتأكد أنك ستقضي أغلب الوقت في الخارج تستمتع بالطبيعية المرتبطة بالأرض والهواء، تركض مع الجو الذي كلما صعدت إلى قمة زاد برودة، وانتظر المطر لأنه متوقع هطوله على مدار اليوم.