تعددت الأسماء والإرهاب واحد..
فكلما أتى رئيس إيراني جديد أتانا بذات الإطلالة بعمامة سوداء كسواد قلبه وبتاريخ حافل بالإجرام وبسجل دموي بامتياز.
الرئيس الإيراني الجديد رئيسي متهم رئيس بآلاف الإعدامات والمجازر التي تمت عام 1988م، حسب العديد من التقارير والشهود، وكان مشاركاً بما يعرف بـ«لجان الموت» التي قتلت ما يقارب خمسة آلاف قتيل من الجماعات المعارضة، وما خفي من تاريخه أعظم.
رئيسي يطالب السعودية بإيقاف حرب اليمن وبتبادل السفراء، ويتناسى كما تناسى قبله من الإرهابيين من أوقد نار حرب اليمن من الأساس، ومن هاجم السفارة السعودية، ومن أوقد الفتن في كل أرجاء المنطقة. يتناسى أربابه قطاع الطرق وتجار الحروب في صعدة، وهم من ينتظرون منه إشارة لإيقاف الحرب التي يشنونها ضد الشعب اليمني الشقيق المغلوب على أمره.
يتناسى رئيسي جرائم نظام الإرهاب المتطرف الجاثم على صدر الشعب الإيراني المسكين المكبل بالحديد والنار منذ ثورة الخميني عام 1979م. رئيسي يتناسى جرائمه وسجله الحافل شخصياً بالإعدامات والمجازر، فسجله مليء بأصناف الشرور.
نظام اتخذ من الحروب والدمار أسلوب حياة واستمرارية. نظام رجعي بربري لا يتقن ولا يجيد سوى التخريب والدمار والقتل. نظام لا يقدم للمنطقة سوى السلاح والفوضى والجهل والظلام. نظام قام بتدمير المنطقة والعبث بها وبأمنها ومقدراتها، ولن تستطيع مجلدات من الكتب أن تحصي ما اقترفه هؤلاء السفاحون من جرائم. باختصار نظام قام بتدمير العراق وسوريا ولبنان واليمن.
السعودية العظمى يا رئيسي لا تفاوض الإرهابيين، وأنتم تعرفون جيداً ما المطلوب من أجل التعايش السلمي. نحن نقبل بأن نتعايش مع الإرهابيين الموجودين على الضفة الأخرى من الخليج العربي، ولكن لن يكون ذلك على حساب التنازل عن أي حق من حقوقنا، وأبسطها وأولها أن يكون حدنا الجنوبي بأيدٍ أمينة وليس بأيدي إرهابيي صعدة من الحوثيين.
السعودية العظمى لم ولن تقبل بوجود إرهابيين على أي حد من حدودها، ولن تقبل بإعادة تجربة حزب الغدر والمخدرات في لبنان من أجل ابتزازها متى رغب الخرِف الخامنئي بذلك.
ورسالة أخيرة من وجهة نظر شخصية بأنه يجب على المملكة العربية السعودية عدم انتظار عودة الرشد لهؤلاء الإرهابيين، فهم لن يقبلوا بعدم التدخل بشؤون الآخرين وهو مخالف لدستورهم ومبادئ تصدير ثورتهم المشؤومة، ويجب أن يصبح الردع على مبدأ «الجزاء من جنس العمل». إذا استمر إرهابيو قُم بمد الحوثيين بالأسلحة والمسيرات، فعلى المملكة العربية السعودية مد جميع من يقاتل النظام الإرهابي من عرب وكرد وبلوش بالأسلحة والمسيرات. فعلى سبيل المثال هنالك جيش العدل البلوشي الذي يقاتل إرهابيي قم منذ عام 2010م وهناك الحزب الديمقراطي الكردي، وهناك عرب الأحواز، فمن السهولة بمكان ضرب النظام المجوسي من الداخل، بل أنا أعتقد أنه بمجرد فتح قنوات للتواصل مع هذه الجماعات الإيرانية المعارضة سيجعل إرهابيي قم يعيدون حساباتهم ويتراجعون، ولكن إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، فهذا سيجعلهم يتمادون في بغيّهم وهو ما يحصل الآن من الزيادة بأعداد المسيرات التي تستهدف المملكة.
أنا أؤكد أن هذه هي أفضل طرق الردع لهذا العدو المجوسي الحاقد. يجب ألا يفهم الصبر والحلم والحكمة السعودية على أنها ضعف، فالمملكة العربية السعودية قوية بالله ثم بالحق، وكما يقال «اتقِ شر الحليم إذا غضب».
** **
- د. أحمد ساير العنزي