ابراهيم سليمان الوشمي
ما أحلى القرى بهدوئها وجمالها، وقلة مبانيها، حيث لا صخب ولا ضجيج، صباح القرى جميل وليلها طويل، في الصباح تسمع صياح الديكة، وشقشقة العصافير وثغاء الشياه، وفي الليل هدوء وجلال وسكون، وقد ينطبق على الحالين قول القائل:
(صبحٌ أغرُ وليلهٌ قمراءُ)
في كل قرية مسجد وسوق للبيع والشراء، ومدرستان الأولى للبنين والأخرى للبنات، ومستوصف طبي.
سكان القرى قليلون وبالزراعة والتجارة يشتغلون، يفد بعض سكان المدن إلى القرى في العطل والأعياد ليريحوا أنفسهم من صخب المدينة وضوضائها، ثم يعودون إلى مدنهم وهم يحملون أحلى الذكريات. ولكن، ماهي الحال عندما تكبر القرى بعد أن تغار من المدن، وذلك بالسعي للحصول على كل أسباب التطور والنمو، فتجد في القرى مبانٍ كبيرة ومرتفعة، وفروع للدوائر الحكومية، ومؤسسات وشركات وأسواق كبيرة عند ذلك تفقد القرى الكثير من خصوصيتها، فليس ضرورياً أن يوجد في القرية كل ما يوجد في المدينة ولكن هذا هو حال القرى عندنا في المملكة العربية السعودية، إذ إن قرانا هي بحقٍ (مدنٌ صغيرةٌ).