ملايين البشر من المسلمين يقومون بسلوكيات خاطئة بعيدة عن تعاليم الإسلام وأحكامه ولا تمت بالإسلام بصله، بل هي من نزوات الشيطان والتعلق بالنفس الأمارة بالسوء وحب الدنيا والابتعاد عن الدين المعاملة. كلمتان تلخصان أخلاقيات الإسلام، هذا الكلام ليس حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أصل له في كتب السنة بل هو من كلام الناس. للأسف هناك الملايين من المسلمين والمسلمات يبتعدون عن القاعدة المعروفة إن الإسلام جوهر ومظهر ولا بد للجوهر أن يدل عليه المظهر، وكل إناء بما فيه ينضح. الإسلام أرسى قواعد السلوك المتحضر وهي معروفة ومعلنة في الكتاب والسنة، فلماذا البعض والبعض الكثير يتجاهل ذلك حين يتعامل مع الآخرين.
عشرات بل مئات السلوكيات المتعششة والمغروسة في نفوس الملايين من المسلمين من تلك السلوكيات -وهذا على سبيل المثال- قسوة الأزواج، قسوة الزوجات، العقوق، القنوط، والحسد، والبخل والواسطة، والحقد، والشائعات، والكبر، والكذب، الغش، اللعن والسب. كذلك وإفشاء السر، والشماتة، والتجهم، والعبوس، والغرور، وسوء الظن، والتشاؤم وتعاطي المخدرات واللمز والريا وأكل مال اليتيم والطعن، عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن بالطعّان، ولا باللعّان، ولا الفاحش، ولا البذيء» رواه الترمذي؛ والعصبية، والغش التجاري وأكل أموات اليتامى، واللقطاء، ومخالفات قيادة السيارة والبضائع المزيفة، والخلافات العائلية وسوء التربية. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَكْذِبُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا، وَيُشِيرُ إلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
حين يطبق الإنسان المسلم سلوكيات الإسلام الصحيحة لن نكون بحاجة إلى الكثير من المحاكم، والشرطة والمرور والكثير من الأجهزة التي تعني بسلوكيات الإنسان الخاطئة. نحن بحاجة إلى العودة إلى الإنسان المسلم ذي الأخلاق الإسلامية، عُني الإسلام عناية بالغة بالأخلاق حتى جعلها النبي -صلى الله عليه وسلم- المقصد من بعثته؛ حيث قال: (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق). سلوكيات الإنسان في كافة مناحي الحياة، سلوكيات في السفر وفي المنزل والمدرسة والشارع في المسجد مع الناس وفي الأسواق والمطاعم والأقارب حتى مع الحيوان وفي قيادة السيارة والتعامل مع كبار السن، لن أطيل، ديننا الإسلامي فصّل كيفية التعامل والسلوكيات الإسلامية ومن ينسى أو يتناسى عليه الرجوع والعودة إلى قوله تعالى: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}.
وفي الختام القيم الإسلامية ترتقي بسلوك الإنسان، فهل نعي وندرك ذلك أم إنه لا يعرف كيف يتعامل مع نعم الله ويوظفها التوظيف الأمثل لخدمة المجتمع والارتقاء بسلوك الإنسان المسلم. كم هو جميل ومطلب إنساني للإنسان المسلم أن يبتعد عن بخس الناس حقوقهم والتساهل في حقوق الناس والغيبة والنميمة وأكل مال اليتيم وعقوق الوالدين، قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا}.