خالد بن عبدالكريم الجاسر
للمملكة مواقف قيادية تجاه العالم العربي، وتجارب رائدة عالمية ميزتها في مختلف المؤشرات الدولية، لتكون وقود قوة الدفع الإيجابية بقيادتها لمنظومة العمل العربي المشترك، في مراحلها الواعدة بالتضامن ووحدة المواقف والتصدي لكل ما يهدد ويستهدف أمن واستقرار مجتمعاتنا العربية، بخطوات عملية تؤكد دعمها ومساندتها لجميع الدول العربية.. لذا لها دور قيادي ومحوري جسّدته المواقف المشرّفة والسياسات الحكيمة والمبادرات الرائدة التي تبذلها صوناً للأمن القومي العربي وتصديًا للتدخلات السافرة في شؤون الدول العربية، فنرى نصرتها لمصر في ثورتها ضد تنظيم الدولة، والتعنت الإثيوبي تجاه قضية سد النهضة، وموقفها الثابت من النزاع العربي الإسرائيلي للقضية الفلسطينية مهما ترامت عليها الخطوب من المتاجرين بالقضية ومن عاونهم من دول ترعى الإرهاب الدولي كإيران وميلشياتها؛ حماس وأنصار القدس وفيالق الحرس الثوري وحزب الله ودفاعها عن اليمن الشقيق ضد الحوثيين المدعومة من إيران، التي تقود حرباً بالوكالة في أكثر من جبهة عربية ساعية إلى إيجاد بؤر توتر من خلال إثارة الفتن، سعياً لتفتيت الشعوب العربية بما يمهد لاختراقها والسيطرة عليها.. لذا وجدت المملكة التأييد العالمي لوضع حد لهذه المأساة، بقبول الحل السياسي القائم على المرجعيات الثلاث: (المبادرة الخليجية وآليات تنفيذها، مخرجات الحوار الوطني اليمني، قرار مجلس الأمن رقم 2216)، إضافة لدفاعها عن الأقليات المسلمة في البوسنة وبورما وميانمار والهند والصين وغيرهم، ولم تدخر جهدًا في تقديم أشكال الدعم كافة؛ السياسي والمادي والمعنوي، وحث المجتمع الدولي على ضرورة القيام بمسؤولياته وفق قرارات الشرعية الدولية.
كل ذلك تعكسه النجاحات الكبيرة والمواقف الحاسمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، وهو ما ترجمه تسلم رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ وسام التميز العربي، بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة أثناء افتتاح أعمال الجلسة العامة السادسة من دور الانعقاد الأول للفصل التشريعي الثالث للبرلمان العربي، الذي يواجه كثيراً من التحديات والتطورات الدقيقة للغاية، والتي تتطلب من الجميع دراسة أبعادها وانعكاساتها السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وضرورة اتباع أفضل الطرق المنهجية. لمعالجتها والتخفيف من آثارها السلبية، وهو ما يتطلب إرادة حقيقية لمشروع عربي متكامل لمواجهتها عبر آليات تنفيذ شاملة تؤمن مستقبل بلادنا وشعوبنا.
إن منجزات المملكة كبيرة يُصعب حصرها، كتجربتها الناجحة في مواجهة جائحة كوفيد 19، وقيادتها لمجموعة العشرين، التي واجهت تحديات كبرى حملت عنها الثقل بمجال انتشار الأوبئة، والتغير المناخي، ومكافحة الفقر والجريمة المنظمة، ومبادرتي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظه الله- «السعودية الخضراء»، و»الشرق الأوسط الأخضر» اللتين تم تبنّيهما في الجلسة العامة للبرلمان لاقتراح آلية وخطة عمل وإطار قانوني لوضع المبادرتين موضع التنفيذ على المستوى العربي.
وقفة:
إن «آل الشيخ»، قامة وطنية وعربية شامخة، ورائد برلماني يحتفى بإنجازاته عربياً وإقليمياً ودولياً، تراها في بصماته الواضحة، في تطوير أسس وآليات العمل البرلماني، ليكون أول شخصية عربية تحصل على «وسام التميز العربي»، تقديراً لنهج الشورى بالمملكة، في رسالة تقدير وتعبير عن منجزاتنا السعودية المتزامنة ورؤية 2030.