عبدالله العمري
قرار الدوري الرديف الذي أقره الاتحاد السعودي لكرة القدم مؤخراً، أعتقد أنه واحد من أفضل القرارات التي اتخذها اتحاد كرة القدم في السنوات الأخيرة، فعلى الرغم من تأخره إلا أنه جاء في وقت مناسب جداً ومهم للكرة السعودية لأسباب عديدة وكثيرة.
الكرة السعودية ولادة للمواهب المميزة وبشكل واضح منذ عقود طويلة جداً، لكن في السنوات الأخيرة وبعد إقرار مشاركة عدد سبعة لاعبين أجانب مع كل فريق جعل الكثير من اللاعبين المميزين وأصحاب المواهب والإمكانات العالية الذين برزوا في الفئات السنية مع أنديتهم، لم يستمروا في الملاعب بسبب عدم حصولهم على فرصة المشاركة مع أنديتهم لصعوبة الفرصة في ظل وجود عدد من اللاعبين الأجانب في كل فريق مشارك في دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، حيث قلل كثير من إعطاء اللاعبين الصغار في السن المشاركة مع فرقهم.
ومع تضاؤل فرصة مشاركتهم لقد تسرب العديد من اللاعبين من الأندية فبعضهم ذهب يبحث عن فرصة المشاركة مع فرق أندية الدرجة الأولى والثانية، وهو بكل تأكيد محبط لهم بعد أن كانوا يأملون الحصول على فرصة المشاركة مع أنديتهم الجماهيرية في المسابقة الأقوى في دوري الكبار.
لذا جاءت فكرة الدوري الرديف بمثابة المنقذ للعديد من اللاعبين الصغار الذين أصبحوا بإمكانهم المشاركة في هذا الدوري والمشاركة في أكبر عدد ممكن من المباريات وتقديم مواهبهم لمدربي أنديتهم بشكل واضح.
والاتحاد السعودي لكرة القدم يجب أن يولي هذا الدوري كل الاهتمام، فهو السبيل الوحيد للمحافظة على المواهب السعودية الصغيرة، فالكرة السعودية وبسبب مشاركة سبع لاعبين أجانب تعاني شحاً كبيراً في مركز الحراسة والهجوم وهذا الشح سينعكس بالسلب على المنتخبات السعودية مستقبلاً.
والاهتمام يكون من خلال رصد مبالغ مالية كبيرة لأصحاب المراكز الأولى في المسابقة، كما يجب إلزام الشركة الناقلة للدوري السعودي بضرورة نقل أكبر عدد من مباريات هذا الدوري لكي يخلق روح التنافس عند جميع لاعبي الفرق بإبراز مواهبهم للجميع، ولكي تسلط عليه الأضواء بشكل أكبر.
كذلك يجب أن يكون هناك دعم مادي خاص ومستقل لكافة الفرق المشاركة في هذا الدوري لكي يخفف من الأعباء المالية على إدارة الأندية.
فمثل هذا الدوري المهم للكرة السعودية يجب أن يولد قوياً ويحظى بكل سبل الدعم والاهتمام لكي تجني الكرة السعودية فوائده في المستقبل، ونعالج خلل وضرر مشاركة سبعة لاعبين أجانب مع فرق الدوري السعودي، وهي المشاركة التي جاءت على حساب العديد من المواهب السعودية.