«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني:
تمكنت قوات الدفاع الجوي السعودي والقوات الجوية للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن من صد وتدمير أكثر من 500 صاروخ و659 طائرة مسيرة التي يطلقها الحوثيون على المواطنين والأعيان المدنية في المملكة والداخل اليمني، حيث أثبتت هذه القوات كفاءتها وفعاليتها لحماية المدنيين والأعيان المدنية قبل وصول هذه الصواريخ والطائرات لها وقامت بسحقها في السماء.
حيث أكدت قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن أن قوات التحالف لن تتهاون في الرد على هذه الميليشيات وسوف تتعقب أماكن إطلاق هذه الصواريخ وأماكن تجميع هذه الطائرات المسيرة، وأن قوات التحالف الجوية قد استطاعت القضاء على معظم هذه الصواريخ وتدمير منصاتها في الأماكن التي تنطلق منها خاصة في صنعاء والحديدة وصعدة وعمران، وسوف تواصل قوات التحالف ملاحقة هذه الميليشيات والقضاء على ما تحصل عليه من الأسلحة الإيرانية، كما أن دول التحالف قامت باعتراض العديد من عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية داخل البحار وكانت متجهة للحوثيين.
وأكدت المملكة وعبر تصريحات العديد من المسؤولين أنها لن تسمح إطلاقاً بالاعتداء على حدودها وحماية شعبها من عبث هذه الميليشيات الحوثية التي تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار للشعب اليمني ودول الجوار من خلال تلقيها التعليمات والتوجيهات من إيران ولا تريد الخير لهذه الشعوب. وأن الحل هو قبول المبادرات التي طرحت وتم التوافق عليها لإخراج اليمن من هذه الأزمة التي خلقتها هذه الميليشيات.
وأكدت المملكة أن أي استهداف لأمن المملكة سيكون قوياً ورادعاً وأن قوات المملكة بالمرصاد ضد من يحاول المساس بأمن المملكة وأن المملكة لن تتهاون في حماية مواطنيها.
وقد أكد معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير في تصريحات سابقة بأن هذه الأعداد من الصواريخ والطائرات المسيرة التي ترسلها الميليشيات الحوثية على الأعيان المدنية وإرهاب المواطنين يعتبر من أعظم الإرهاب العابر للحدود، ولابد أن يكون هناك وقفة دولية لمحاربة مثل هذا النوع من إرهاب المدنيين واستهداف المنشآت الاقتصادية والمدنية.
من جانب آخر قال لـ»الجزيرة» كل من المحلل العسكري والسياسي د. أحمد الشهري إن هذه الكميات من الصواريخ والطائرات المسيرة التي يطلقها الحوثيون على المملكة وفي الداخل اليمني يرجع إلى أن إيران لا زالت تدفق أسلحتها إلى ميليشياتها في اليمن عبر تهريبها عبر السواحل اليمنية، وأن إيران لا زالت تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والدول العربية، وأن هذه الميليشيات الحوثية تعمل على الجوانب الإنسانية أمام المجتمع الدولي، وهي بذلك مخادعة لفتح مطار صنعاء والحديدة للحصول على الأسلحة وهي بعيدة كل البعد عن الأعمال الإنسانية، وهي كذلك تزج بالأطفال في جبهات القتال تسرق المساعدات من أفواه اليمنيين وتبيع هذه المساعدات لصالح المجهود الحربي.
وأضاف بأن أثر هذه الصواريخ والطائرات على المملكة محدود جداً وأن دفاعات المملكة قد استطاعت تحييد هذه الصواريخ ونفتيتها في الجو قبل وصولها لأهدافها وأنها تصدت وبامتياز كل ما يستهدف المواطن أو الأعيان المدنية.
كما أن قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن استطاعت خلال الأعوام الماضية من اعتراض أكثر من 30 محاولة فاشلة لتهريب أسلحة ذات نوعية قادمة من إيران عبر البحار وعبر طرق ملتوية ونجحت في تدمير العديد من الزوارق ونجحت في تدمير العديد من الألغام التي كانت قد زرعت في البحار وكانت مهددة للملاحة الدولية.
وقال المحلل السياسي سلمان الشريدة: إن استهداف المملكة من الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران ضرب الرقم القياسي في تلقيها للصواريخ البالستية والطائرات المسيرة التي تجاوزت في مجموعها الـ 500 صاروخ بالستي و659 طائرة مسيرة، إضافة إلى التصاعد خلال الفترة القليلة الماضية وبالطريقة الممنهجة والمتعمدة لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية، وبلا شك إن عدم وجود جدية من المجتمع الدولي في ردع هذه الاستهدافات المستمرة ولم ير العالم أي عقوبات ضد هذا السلوك في ظل عدم التزامهم للقرارات الأممية وقرارات مجلس الأمن، وهذا يجعل هناك مؤشراً لضعف اتخاذ القرارات وغياب القوى الكبرى عن السعي لدعم الاستقرار في المنطقة خصوصًا أن هذا التصاعد يأتي في الوقت التي تتحدى إيران العالم حول استمرارها في سلوكها لدعم الميليشيات الإرهابية المسلحة واستمراها في برنامجها النووي بينما الدول المفاوضة لم تتقدم إي خطوة في تلك المفاوضات وكأنها عملية إكساب طهران للوقت لوضعها أمام العالم بعد انتهائها من هذا البرنامج وجعل دول المنطقة أمام الأمر الواقع، وكل هذا السيناريو الواضح هو محل إدراك للدول التي تعمل على التصدي لمنهجية طهران العدائية، ومع كل هذه المحاولات الإرهابية وجرائم الحوثي على اليمنيين قبل السعودية التي لن تنثني من الجهود في كل ما من شأنه استقرار المنطقة وخصوصاً العمل على إعادة استقرار اليمن الشقيق وما زلت قوات التحالف بقيادة المملكة تسعى للحلول السياسية وفق المرجعيات الثلاث، وبإذن الله المملكة قادرة في الدفاع عن نفسها واتخاذ وتنفيذ الإجراءات العملياتية اللازمة لحماية المدنيين والأعيان المدنية وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، ولكن هذا التماهي الدولي مع تمرد الحوثي وإيران مع القرارات الأممية وقرارات مجلس الأمن ومع استمرار سلوك طهران العدائي ومع استمرار تطوير صواريخها البالستية وبرنامجها النووي أمر مخجل ومعيب ويضر في أمن المنطقة ويعتبر بمنزلة دعم لهذه الممارسات الإجرامية.