م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1- مصادر قوتنا من مواهب وشغف تستمر معنا مدى الحياة.. نعم تتطور وتتشكل بناء على ازدياد التجارب والمعارف لكنها لا تتغير.. فمواهبك وشغفك تولد معك وتموت معك.
2- كثير منا يظن أنه يعرف مصادر قوته من مواهب وشغف والحقيقة أنه لا يعرفها كلها.. فبعض المواهب لا يكتشفها صاحبها إلا متأخراً.. وهنا الخسارة الكبرى.. فكثير من الناس على هذه الأرض لديهم موهبة يمكن أن تنقلهم إلى عنان السماء لكن لجهلهم بها يقضون عمرهم في القاع.
3- والسؤال الذي يواجهه أي شخص هو: كيف أكتشف مواهبي وشغفي؟ هذا هو سؤال الحياة.. ومع هذا يتساهل كثيراً منا في البحث عن إجابته.
4- بعضنا لديه نزعة دائمة أن يعمل شيئاً وينجزه مهما كان ذلك الشيء.. المهم أنه دوماً يبدأ نهاره من الصفر ولا يهدأ له بال ولا تستكين له حال حتى ينجز شيئاً ما سواء كان في يوم عمل أو يوم إجازة.. إنه لا يقر ولا يستريح حتى ينجز ذلك الشيء.. وحينما يتحقق له ذلك يهدأ قليلاً ثم تبدأ شعلة الإنجاز في صدره بالاشتعال من جديد.
5- العامة تصف الشغوف بعمله بالشخص الذي «تأكله يديه» ولا يصبر ويريد أن يعمل كل شيء ولا يتكل على أحد.. ويرونها صفات سلبية لشخص يحب الإنجاز والعمل.. ورغم أن هذه نزعة مفيدة للعمل والمحيط إلا أنها سلبية على الشخص ذاته.. فهو في اشتغال دائم فإن عمل اشتغل بالعمل وإن لم يعمل اشتغل بنفسه وكيف أنه لا يعمل.. فهو لا يستريح ولا يهنأ إلا بالعمل.
6- الشغوفون بالعمل لا يقفون في مواقف الدفاع عن أعمال لم ينجزوها لأسباب أو تبريرات واهية أو: تدل على التهرب مثل: لم يبلغني أحد بذلك! أو: لم يخطر ذلك على بالي.. أو: لم يحن موعد التسليم بعد.. أو: ما زلت في انتظار الرد من العميل.. أو: هذا من مسؤوليات فلان.. أو: العمل يريد ذلك.. أو: لقد اعتمدت على فلان.. أو: الوقت ضيق.
7- كثير من الشغوفين بالعمل يعانون من أنه حينما ينتهون من الإنجاز ينتقلون إلى إنجاز آخر دون أن يحتفلوا بما تم إنجازه أو يستمتعوا به.. ومن مشاكلهم الأخرى أنهم يكرهون الاجتماعات.. أو الانتظار حتى يُنْجز العمل من بقية الأطراف الأخرى.. لذلك لا يحبون العمل مع فريق لا يكون أفراده يحملون ذات الصفات.. فهم يحبون من يدفعهم وينافسهم لذا تجدهم في حرث دائم.