محمد عبد الله الحمدان
هو عبد العزيز بن عبد الله بن عبد المحسن الربيعي
والعنوان أعلاه هو عنوان المقالات عن الذين فقدتهم وفَقَدَتهُم البلاد منذ عقود.. أولهم الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم، والد الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم وإخوانه، وجد الشيخين عبد المحسن بن محمد بن قاسم خطيب المسجد النبوي، وعبد الملك بن محمد بن قاسم الداعية وصاحب دار القاسم للنشر والتوزيع، ثم عاتق بن غيث البلادي، وأحمد بن عبد الله الدامغ، ومحمد عبد الحميد مرداد وغيرهم ممن نسيت أسماءهم، رحمهم الله جميعاً، ورحم والديّ ووالدي والديّ ووالديكم.
في هذا اليوم الأحد 10 - 11-1442هـ رأيت في الجزيرة التي تصلني كل صباح مقالين للأستاذ سليمان بن عثمان الفالح الذي كتب مقالين قبل هذا رثاء للشيخ محمد بن سليمان المهوس رحمه الله، ومقال للأخ فهد بن عبد العزيز الكليب تعزية في عبد العزيز الربيعي رحمه الله، وذكر أحد الكاتبين أن المرحوم توفي الجمعة قبل الماضية الواقعة في 1-11-1442هـ، ولم أعلم عند وفاته إلا من خلال هاتين المقالتين.
المرحوم من أهل الغاط، وعمل في عدة دوائر، في الكهرباء والزراعة ومجلة الجزيرة وغيرها، وكان عضوا في مؤسسة الجزيرة قبل أن يتركها أو تتركه، وكما قال أحد الكاتبين اللذين كتبا عنه في عدد اليوم وهو سليمان بن عثمان الفالح (كان أحد الصحفيين الأقوياء، وكان حاداً في آرائه، وفي كتاباته، وكان وطنياً مخلصاً، ومحباً لإخوانه، وفياً لأصدقائه، وصادقاً في ولاءاته، يكره المجاملة، ويحب المصارحة، يكره النفاق بكل أشكاله، لا يجامل أحدا في آرائه وفي توجهاته ..إلخ).
لديه -رحمه الله- مكتبة ضخمة تقع في مكانين من منزله الواسع في الملز.
من ذكرياتي مع المرحوم أنه دعا أحد وجهاء الرياض رحمه الله فكنت عند المدعو بالمصادفة فطلب مني أن أدله على بيت الداعي.
ومن ذكرياتي معه أنه أخبرني مرة أن شخصاً دخل منزل شخص آخر بمناسبة معينة، وبعد انتهاء الجلسة حمل أحدهم كتاباً في إبطه وخرج به (بدون سلام ولا كلام).
المرحوم معجب بأبي الطيب المتنبي أيما إعجاب، ولذا سمي أحد أولاده بما سمي به أبو الطيب ابنه (محسّد).
كان له مجلس أسبوعي مساء كل جمعة، وكنت أحضره أحياناً قليلة لبعد المسافة وللزحام في الشوارع.
كانت لديه فكرة تأليف كتاب عن (الدواسر)، وسألته أكثر من مرة عن الكتاب فلم يفدني بشيء.
ومثله حسين بن عبدالله بن جريس من (العمارية) نوى تأليف كتاب عن القبيلة، بل بدأ فيه وكتب فصلا، وزعه على بعض المهتمين.
وكذلك فعل الشيخ عبد الرحمن الحماد العمر رحمه الله، الذي يظهر أنه أنجز كتاباً عن الدواسر (أو قرب من إنجازه)، وبلغني أنه تحرّج من ذكر الشعر فألغاه، وليس لي اتصال بابنه الدكتور لأسأله عن أخبار الكتاب.
سرني قول ابن المرحوم أن أولاده سيستمرون في إقامة المجلس الأسبوعي كل جمعة بين المغرب والعشاء وهذا من البر الجميل، جزاهم الله خيراً.
ادعو للمرحوم بالرحمة والمغفرة، وأعزّي أولاده (بنين وبنات) وأحفاده وزوجته، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
رحم الله المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
** **
أبو عبد الله وقيس - مكتبة قيس للكتب والجرائد القديمة - الرياض - البير