د.أحمد بن عثمان التويجري
رحم الله المرأة الزكيّة الصالحة السيدة زكية بنت عبدالله المنصور أبا الخيل (أخت معالي الشيخ محمد بن علي أبا الخيل وزوجة الفقيد الراحل الدكتور عبد الرحمن الصالح الشبيلي رحمه الله)، وتغمدها بعفوه وكرمه وإحسانه وأنزلها منازل الصديقين والشهداء والصالحين وجمعها بحبيبيها أبي طلال وفلذة كبدها طلال، وجميع من تحب في جناته إنه سميع مجيب.
كانت قدوة ومثالاً أعلى في الطيبة والكرم وصلة الأرحام، مثلما كانت وأبو طلال الدكتور عبدالرحمن الشبيلي -رحمه الله- قدوة ومثالاً نادراً للزوجين الصالحين. كان القرآن أنيسها في كل وقت، جعله الله شفيعاً لها ولمن تحب يوم لقاه ولا حرمها أجر عنايتها به.
فجعت رحمها الله بمصابين جللين، فقدِ فلذة كبدها طلال ثم فقدِ شقيقِ روحِها ورفيقِ دربِها أبي طلال رحمهما الله، فصبرت واحتسبت، وإني والله لأرجو أن تكون ممن ينطبق عليهم قول الله عز وجل: «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب»، وقوله: «إني جزيتهم اليوم بما صبروا وبشر الصابرين».
كانت زكيّة لها من اسمها نصيب كبير، فقد كان قلبها نقيّاً نقاء منابع الأنهار. لم تعرف الحقد ولا الغل، ولم تحمل في قلبها على أحد. كانت مثالاً فريداً للزوجة الصالحة والأم الرؤوم. وكان بيتها مجمعاً لأهلها ومعارفها لا تنطفئ ناره ولا تقفل أبوابه. يشهد لها كل من عرفها -والناس شهود الله في أرضه- بالخيريّة والصلاح ونقاء القلب وكرم الأخلاق.
اللهم تغمد أم طلال بعفوك وكرمك وإحسانك وأنزلها منازل الصديقين والشهداء والصالحين، وأحسن عزاء ابنتيها رشا وشادن، وأجبر مصاب ذويها ومصابنا فيها، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.