رجاء العتيبي
يُحسب لمهرجان أفلام السعودية الذي ستنطلق فعالياته الخميس القادم، أنه لم (يتعالَ) على الخطوات الطموحة لصانعي الأفلام، احتضنهم واحتضن إنتاجهم من أول موسم له، أخذ بيد الكثيرين، كانوا يتعثرون في خطواتهم الأولى هنا وهناك، وما أن يدخلوا أرض المهرجان يكونون أكثر ثقة، يفوزون، ويحصلون على الجوائز، ويتعلمون، وتؤخذ لهم الصور على البساط الأحمر، يشعرون أنهم داخل بيئة صحية تستجيب لهم ولمواهبهم، ليكونوا فيما بعد مؤهلين ليعتلوا منصات أشهر إقليمياً وعالمياً، لهذا فإن الكثير من صناع الأفلام الذين شقوا طريقهم ممتنون كثيرًا لمهرجان أفلام السعودية، يذكرونه بالحب وكثير من الأشواق عندما تنتهي أيامه، وكثير من اللهفة عندما يقترب موعده.
في هذا الموسم يظهر (سوق الإنتاج) بمشاركة 24 شركة ومؤسسة مهتمة بصناعة الأفلام لاستقطاب أفضل النصوص في مبادرة أعطت للمهرجان وهجاً لا يضاهى، وأهمية كبرى، ما يعني أن المهرجان في تطور مستمر على الأصعدة كافة. هذا السوق يمثل نقلة نوعية، ليس للمهرجان فحسب، وإنما لقطاع الإنتاج السينمائي، فمن كان يتوقع أن نصه سيكون ذا قيمة، هناك من يبحث عنه، وهناك يفتح سوق خاصة له، في وقت كان لا يجد كاتب السيناريو من يسأل عنه، أو يحتفي به، أو يحدثه فيما كتب.
سوق الإنتاج بمهرجان أفلام السعودي، مؤشر على أن موجة في طريقها للصعود، لتكون اتجاهاً عاماً، يرفد الحراك الاقتصادي، فالسينما ثيم اقتصادي قبل أن تكون ترفيهيًا أو فنًا، فالسوق الاقتصادي إذا كبر واشتد عوده يَعِدُ بصناعة سينمائية منافسة، في بيئة آمنة، ومحفزة، وعادلة.
يظهر المهرجان في موسمه السابع، في بيئة سينمائية واضحة وصريحة، مقارنة بالموسم الأول الذي بدا فيه وحيداً لا أنيس ولا ونيس، اليوم يدعم وجود المهرجان صالات سينما، منتجون، موزعون، سوق سينمائية بقوة شراء منافسة، قوانين وتشريعات سينمائية صريحة، أصدرتها الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، وكيانات سينمائية، مثل: الهيئة العامة للأفلام، التابعة لوزارة الثقافة، كل ذلك يجعل المهرجان في مأمن وسلامة أكثر من بداياته، ولأنه فكرة رشيدة، بقي، وبقينا معه.
نتطلع أن يكون مهرجان أفلام السعودية في مصاف المهرجانات الكبرى وأكثرها تأثيراً، وليس ما يمنع ذلك، فسبع سنوات من النجاحات المتتالية، كافية لتكون أرضية ينبني عليها حدث سينمائي يكون هدفاً للمنتج العالمي، فكل المؤشرات تؤكد ذلك.