أحمد المغلوث
الأسبوع الماضي تلقيت دعوة كريمة لحضور احتفالية ثقافية وفنية تتمحور حول الإبداع، وذلك في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) ولظروف خارجة عن إرادتي لم أتمكن من الحضور والمشاركة في هذه الاحتفالية التي كانت تتضمن معرضاً هاماً يشتمل على مجموعة ضخمة من الحيل البصرية من خلال مجموعة من الأعمال الملونة والمعاصرة.
ورغم أنني سبق وأن غردت في حسابي السابق في «تويتر» عن إثراء ودوره الفاعل في خدمة الوطن ومواطنيه مع الاهتمام أكثر بكل مبدع في الوطن، ولا شك أن العملية الإبداعية بشكل عام «الفنون كافة» تعتبر هي الأقدر والأجدر في التعبير عن الوطن وما يشتمل عليه من موحيات مختلفة. لها القدرة عندما تجد طريقها للمشاهدة مباشرة أو غير مباشرة فتأثير الإبداع على اختلاف أشكاله وألوانه يكون سريعاً وفاعلاً بل بعيد المدى.
فعبر التاريخ والشواهد مشاهدة وواضحة لنا أمام الجميع، وذلك من خلال ما تركه الأجداد من موروث حضاري بات خالداً تتوارثه الأجيال. ومن هنا نجد كل نشاط أو فعالية تقام في أحضان «إثراء» فهي تثري المكان والزمان، وبالتالي فالمركز العامر بوجوده في الظهران وبالذات في موقع «بئر الخير» له دلالاته وموحياته وإشاراته والتي تكاد تقول: نحن هنا. في نفس المكان الذي تدفق فيه «النفط» خير هذه الأرض الطيبة. عام 1938م ونحن هنا ليتدفق عطاء «إثراء» دعما وتقديرا لكل مبدع في هذا الوطن. وسوف يأخذ المركز بيد كل موهوب لتوفير الفرص أمامه. فمن ضمن رسالة هذا المركز العملاق هو تطوير أبناء الوطن من الأجيال الصاعدة والتي تسير إلى الأمام في أرض الخير والمحبة والإسلام والسلام. صح الكلام. ويا سلام وأنت تشاهد برامج «إثراء» المتجددة والوثابة بالمبدعين والمبدعات وقبل هذا تحتضن نخبة من القيمين عليه ومن كلا الجنسية لإدارة دفته.
ومن الأشياء الجميلة بل الرائعة في هذا المركز العملاق أنه قادر على العطاء صباح مساء فهو يملك الإمكانات المالية. والدعم المتميز من قبل أكبر شركة نفط في العالم «أرامكو السعودية» التي لا يختلف اثنان كيف كان لها دور كبير في المملكة ومنذ بدأت.. حتى اليوم وهي أشبه بالجامعة التي جمعت مختلف المزايا التي ساهمت في تنمية الإنسان السعودي من خلال برامجها ودوراتها التدريبة. بل وبعثاتها لموظفيها أكانوا عمالاً أم متدربين.. لذلك وإيماناً في أن كل شيء تقف خلفه هذه الشركة العملاقة. تجعلك مطمئناً بل واثقاً أنها كشجرة نخيل مباركة تعطي بحب، فليس بغريب أن يقوم هذا المركز الذي بات شمساً مشرقة في الشرقية ليعطي ويثري وينمي.. وماذا بعد أتمنى أن يقوم المركز ومن ضمن برامجه بمبادرة وهي تكريم أول رواد لفننا التشكيلي شاركوا في أول معرض تشكيلي جماعي رعاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية عندما كان أميراً للرياض عام 1398هـ وحبذا لو شملتهم بتنظيم معرض جماعي لهم داخل المركز يقدم فيه كل فنان منهم ثلاث لوحات تمثل إبداعهم خلال العقود الماضية.. وبعدها يقومون بجولة على حساب الشركة في أمريكا لزيارة المتاحف والمعارض هناك كما تفعل العديد من الدول بالنسبة لرواد الفن فيها. فكل فنان من الرواد يشكل في وطنه أيقونة إبداعية.. معرفية وثقافية جديرة بالتقدير والتكريم المادي والمعنوي. فهل يفعلها «إثراء» الثري. هذا ما نتمناه. بل ونرجوه.