د.نايف الحمد
« لا صوت يعلو هذه الأيام فوق صوت بطولة الأمم الأوروبية، حيث تدور رحى معاركها الكروية في 12 مدينة أوروبية في سابقة لم تشهدها هذه البطولة من قبل.
« يصف الخبراء والنقاد هذه البطولة بالأقوى على مستوى مسابقات كرة القدم في العالم كونها تضم أفضل الفرق الأوروبية بخلاف باقي البطولات كـ(كأس العالم والبطولات القارية الأخرى) التي تتفاوت مستويات الفرق فيها.
« لقد أضفت عودة الجماهير للمدرجات الكثير من الإثارة وقد شاهدنا ذلك التفاعل الكبير لتلك الجماهير مع منتخبات بلادها ما أعاد للمباريات كثيرًا من ألق ومتعة كرة القدم التي نعرفها.
« في هذه النسخة من البطولة التي تشهد وضعًا استثنائيًا ظهرت منتخبات واختفت أخرى.. ووحدها منتخبات (إيطاليا وهولندا وبلجيكا) التي استطاعت تحقيق العلامة الكاملة وكانت الأكثر إقناعًا بنهاية دور المجموعات.
« منتخب (الآتزوري) الأزرق أعاد صياغة التاريخ من جديد وظهر بثوب مبهر في إطلالة تتناسب مع اسم وعراقة الكرة الإيطالية.. حيث انهى دور المجموعات دون أن تهتز شباكه، وأزاح النمسا بثنائية في طريقه لبلوغ دور الـ8 .. في حين واصل المنتخب البرتقالي الجميل تقديم عروضه القوية التي لطالما قدمها في كل بطولة يشارك فيها.. غير أن أبناء (فرانك دي بور) يخشون ذلك النحس الملازم للطواحين في البطولات الكبرى حيث خسروا الكثير منها في وقتٍ كانوا الأقرب لتحقيقها.
« لا أخفي إعجابي بالكرة الهولندية وأساطيرها الكبار الذين نثروا الإبداع والإمتاع في ملاعب كرة القدم وكان لهم الفضل في ابتكار مدارس اللعب وطرقه، وقدموا نجوماً كانت ملء السمع والبصر.. فهل يتكرر إنجاز (ماركو فان باستن ورفاقه) عندما حققوا أول بطولة كبرى للكرة الهولندية عام 1988م على الأراضي الألمانية؟!
« أما المنتخب البلجيكي فيقدم كرة سهلة وممتعة استحوذت على اهتمام متابعي كرة القدم في العالم.. ورغم أن هذا المنتخب من أكثر المنتخبات الأوروبية استمرارًا في تصنيفه المتقدم بين منتخبات العالم إلا أنه لم يستطع تحقيق بطولة كبرى لهذه الدولة الأوروبية التي تعد من أكثر الدول تسامحًا في القارة العجوز.
« أتمنى لكم مشاهدة ممتعة بعيدًا عن صخب المنافسات المحلية وضغوطها.. فَـ(كرة القدم) إنما استمدت شعبيتها الجارفة كونها تقدم المتعة والإثارة على طبق المشجعين.