المدارس في التعليم العام تخضع في نظامها ولوائحها وتعليماتها إلى إدارات التعليم التي بدورها ترتبط بوزارة (التعليم)، فهذا التعليم يخضع في مناهجه الدراسية وموارده إلى هيئة تمحص وتدقق هذه المناهج العلمية والرياضية والدينية بما يتواكب ويتماشى مع عقلية الطلاب والطالبات، وبما يخدم السياسة التي رسمها لنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -متعهما الله بالصحة والعافية وطول العمر- وبما يتماشى مع رؤية 2030 هذه الرؤية التي راعت في صلب موضوعها تنمية المواطن في جميع مناحي الحياة والسير في المركب العالمي مع هذه الرؤية التي جعلت المملكة لها الاستقلالية في هذه التنمية (الدينية - الأمنية- الصحة- التعليمية... الخ)، لا سلطة فوقنا إلا سلطة ديننا الذي هو عصمتنا والذي جعل في دستورنا أن النظام الأساسي للحكم مصدره الشريعة الإسلامية، ولحرص خادم الحرمين الشريفين على (التعليم العام) والتعليم الجامعي والعالي ترصد كل عام في ميزانية الدولة المليارات لهذا التعليم حتى وصلنا إلى مصف الدول المتقدمة في هذا التعليم، من تعليم نظري وعلمي طبي - هندسي- ديني- حاسوب آلي وغيرها من المواد العلمية حتى وصلنا إلى الحكومة الأكثر والتي تديرها أيدٍ سعودية من الشباب والشابات.
ولا شك أن الركيزة الأولى هو التعليم في الصفوف الأولى حتى تكون جذور هذه المرحلة قوية وصلبة ثم المرحلة المتوسطة والثانوية ومن ثم التعليم الجامعي، ولا شك أن وزارة التعليم وفرت جميع المعلمين والمدرسين لهذا التعليم العام بنسبة سعودة 100 % بما في ذلك مدرسو مواد الترفيه رياضة- فنية- مكتبة.. الخ.
لكن كما هو معلوم أن المجمع الدراسي والوسط المدرسي يعج بالحركة والنشاط لطبيعة أجسام ونفسيات هؤلاء الطلاب، فقد يحصل من بعضهم بعض السلوك المشين الذي يتنافى مع لائحة السلوك في المدرسة، إما بمناوشات واحتكاكات مع بعضهم البعض أو احتكاك نفسي أو جسدي مع بعض الوسط المدرسي من إداريين أو معلمين أو حتى مع مدير المدرسة، فهذه المواقف السلوكية الدراسية الاجتماعية لابد من معرفة دوافعها ومحاولة علاجها مهما كان هذا الموقف، لكن الشخص المؤهل لعلاج هذا السلوك المشين هو الأخصائي الاجتماعي المدرسي الذي درس العلوم الاجتماعية (من خدمة اجتماعية وعلم نفس وعلم اجتماع.. الخ)، لأنه هو الذي يستطيع دراسة الحالة دراسة علمية وجمع المعلومات في جميع الأمور (النفسية -الأسرية- المنزلية) الجيدة من الزملاء، ومن ثم يضع التشخيص ومن ثم العلاج. وأنا أكتب هذا من واقع خبرة ميدانية طويلة في هذا المجال، أما ترك هذا الموقف (للمرشد الاجتماعي) -مع احترامي له- غير مؤهل لعلاج هذه المواقف لأن تخصصه ودراسته خارج العلوم الاجتماعية، فهذا واقع حال بعض مدارسنا ونأمل مع تحديث وتعديل بعض المناهج التي أقرتها وزارة التعليم في الآونة الأخيرة، ونأمل أن يكون للخدمة الاجتماعية الدراسية مكانة في وسط التعليم وخاصة المرحلة المتوسطة والثانوية.
** **
- (خبير اجتماعي)