الإيقاع السريع للحياة اليومية، وكأننا في سباق مُلح ومُستديم مع التطورات والمستجدات اليومية التي تطرأ على حياتنا، وعلينا التعامل معها قبولاً أو رفضاً، وحتى التجاهل يُعد نوعاً من أنواع التعامل!
الإنكار استراتيجية يتبعها الإنسان للتصدي لمخاوفه وما لا يستسيغه، مصطلحات جديدة مفاهيم تتغير عادات دخيلة والكثير الكثير، وكلها تأتي دون السعي إليها، فبمجرد نقرة تفتح عوالم خفية وأخرى مُخيفة.
نصاب بانفصام الحياة، وننقسم بلا وعي بين عالمنا الواقعي وذاك العالم الافتراضي الذي حوصرنا به، واقع عالم يُغيرنا، نسميه افتراضياً والحقيقة أنه أكثر واقعية مما نظن!
قلما تجد شخصاً لا يصب ضوء عينية على هاتفه النقال أو جهازه اللوحي أو أياً كانت لغته بالتواصل مع عالمه الافتراضي، في أي مكان وأياً كان المكان، وسيان كان الوقت!
فصار الواقع خيالاً والخيال واقعاً، قد تشهد حادثاً مروعاً، ولكنك لا تلقي له بالاً، إلا إن وصلك بنقرة زر!
لكن إن كنت من المعنيين بتوثيق كل ما يرى ويسمع فقد تكون محظوظاً! فأنت ترى العالم بعينين، عينك وعين كاميرتك!
تداخلات عوالمنا بين ازار وخيالات شمس النهار وكلها تشع وميضاً ليوم آخر، يوم جديد بأحداثه بشخوصه حتى في نظرتنا ومعتقداتنا، أقاصي الأرض تأتي إلينا وكأننا نملك تلك العصا السحرية التي طالما حلمنا بامتلاكها أو آلة الزمن التي يُقال عنها تنقلنا من زمن لآخر..
لكن العصا وآلة الزمن هما نفسهما العالم الافتراضي الذي استعمرنا واستعمرناه في آن معاً.
بات جزءًا لا يتجزأ من الحياة العصرية ولغة الوقت الحالي، فآخر الأخبار بكل المجالات والفنون تأتي دون عناء تصفح صفحات الجرائد أو المجلات، وحتى أنها في اكثرها لا تعنينا بشيء!
سلاح ذو حدين! ومن أساء استخدامه جنى على نفسه كما يقول المثل، جنت على نفسها براقش..! -وهو أحد الأمثال العربية الذي لا يخفى على أكثرنا، ويضرب به المثل لمن عمل عملاً ضر به نفسه أو أهله- فالعزلة الاجتماعية حقيقة تعيشها أكثرية المجتمعات الإنسانية لتحيا حياة افتراضية بعلاقاتها وصداقاتها ورفاهيتها، صداقات وهمية، قصص حب وهمي، والأنكى عمليات نصب، ودون أن يكون هناك جانٍ، فالقانون كما يُقال لا يحمي المغفلين، ومع كل القوانين للجرائم المعلوماتية وانتهاك الخصوصية إلا أن الساقط أكثر بكثير مما يلقى به..!