عبده الأسمري
بين «هندسة» الإنتاج و«ممارسة» التنقيب.. نال «نعم» العصامية ودفع «مهر» الإنتاج.. ومن عمق «البداوة» إلى أفق «الحفاوة» تنقل بين رعي «الأغنام» وسط صحارى «الدهناء» وتلال «الراكة» إلى سعي «المهام» بين شركات «الزيت» وحقول «النفط».. ومن «صمود» الطفولة صنع «وعود» البطولة.. من مراهق «مطرود» من الأعمال إلى «وزير» محتفى به وسط المحافل.
من «علم الأرض» و»سر المعادن» و«ثمن البترول» كون «أضلاع» مثلث قائم الزاوية ليرسم «أعمدة» التخطيط على «أرضية» أخرجت «كنوز» الذهب الأسود وأنتجت «فوز» الفكر «الأجود» ليشكل «سيرة» فياضة بغنائم «البدايات» ومستفيضة بنعائم «النهايات» متخذاً من «التخصص» ركناً قصياً مارس فيه الإبداع ومن «الخواص» متناً عتياً كتب فيه الإمتاع.
إنه معالي وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق المستشار في الديوان الملكي المهندس علي النعيمي أحد أبرز وزراء الدولة ورجال المسؤولية الوطنية.
بوجه «حنطي» اللون جملته السنين بمطامح «الهيبة» وملامح «الطيبة» وشارب أبيض يعكس أصول الخبرة وأسس الروية.. وعينان واسعتان تلمعان من خلف عدسات طبية لا تفارقه.. وتقاسيم شرقية مألوفة المحيا أليفة المعشر مسكونة بالوقار والاستقرار.. وشخصية أنيقة تتوشح «البشوت» الملونة وأزياء بيضاء تشبه «داخله» المسكون بالنقاء.. وصوت مشفوع بلكنة خاصة ومسجوع بلغة «حكيمة» تنطق بالمعنى وتستنطق بالمنطق تتقاطر منها «عبارات» انجليزية و«مصطلحات نفطية» و«مفردات» جيولوجية تعكس خبرات «السنين» مع لهجة يسودها التآلف في مواطن «الحياة العامة» وثقافة مذهلة تستند على «أسس» المهنية وتتكامل على مستويات «الاحترافية» في المواقع العملية قضى النعيمي من عمره «عقود» وهو يبرم «العقود» ويوزع «العهود» على أزمنة مديدة تنقل فيها بين الميادين والمكاتب وتمرس وسطها بين الأقسام والإدارات وتجلى فيها بين الوقع والوقائع.. مسؤولاً برتبة «عصامي» ووزيراً بمرتبة «خبير» وقيادياً بصبغة «إنسان» كان فيها «اسما» اتفقت عليه منصات «التنافس» و«رمزاً» اتجهت إليه تأكيدات «التفوق» ليجني ثمار «عمر» مملوء بالمتاعب ومكتظ بالمصاعب في نهايات حصدت «سبق» الانتصار ونالت «عبق» الاعتبار.
في المنطقة الشرقية الشهيرة بزف «الوزراء» و»الفضلاء» إلى محافل «الوطن» ولد في بيئة «بدوية» التوريث و«صحراوية» «التضاريس» كانت له بمثابة «سرية» عائلية محكمة «المهمات» حيث تفتحت عيناه على أسرة كريمة ورعى «الغنم» صغيراً متأملاً «صهاريج» الزيت وهي تجوب فيافي الساحل الشرقي مراقباً وفود «الأجانب» وهي تنقب عن «أسرار» الصحراء.
ركض النعيمي بين سواحل الخبر وشوارع الظهران وتشربت نفسه «أنفاس» البكور في أهازيج الشواطئ فجراً وتعتقت روحه بنفائس السرور في أريج المزارع ليلاً مستمتعاً بضجيج المصانع نهاراً موزعاً بروفات «أمنياته» على جيران قريته الساكنة في قلب «الفطرة» مفضياً إلى أهله حديث «البراءة» بعزمه رئاسة شركة أرامكو وهو طفل يرى أن القول «فعل» مكتمل الأركان على أرض «العزيمة» والتحق بمدرسة «الجبل» الشهيرة التابعة لأرامكو وتشرب الحماس وهو يرى «موظفي» أرامكو وهم يرتدون «أزياء» الشركة العملاقة فتشربت أعماقه «حب» العمل وعشق التعلم.. عمل باكراً في أرامكو وهو ابن الـ 12 عاماً مقابل 90 ريالاً في الشهر وتم طرده لأنه تحت سن «القانون» النظامي، ثم اتجه لثلاث شركات أخرى في قطاع البناء وطرد 3 مرات ثم عاد لأرامكو مرة أخرى محتفياً بخبرات «الترغيب والترهيب».. متسلحاً بموجبات «القدرة» وعزائم «الجرأة»
عمل في إدارة التنقيب في وظيفة فني جيولوجي، ثم ابتُعث للجامعة الأمريكية في بيروت عام 1956م، وانتقل منها إلى جامعة لاهاي في الولايات المتحدة الأمريكية حيث حصل على شهادة بكالوريوس في الجيولوجيا عام 1962م، ثم نال درجة الماجستير من جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا في الهيدرولوجيا عام 1963م.
عاد للعمل في الشركة وترقى إلى عدة وظائف تدرجت بين ملاحظ أشغال إلى ناظر مساعد، ثم من ناظر إلى مدير وشغل أول منصب إداري تنفيذي له في الشركة عام 1975م حين عُيّن نائباً للرئيس للإنتاج وحقن الماء وبحلول عام 1978م أصبح نائباً أعلى للرئيس لأعمال الزيت، وفي عام 1980م، انتخب عضواً في مجلس الشركة ثم تعين رئيساً للشركة عام 1984م وفي عام 1988م أصبح كبير الإداريين التنفيذيين بالإضافة إلى منصبه.
وفي عام 1995م صدر أمر ملكي بتعيينه وزيراً للبترول والثروة المعدنية، أسس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ويشغل رئيس مجلس الأمناء فيها.
في عام 2016 تم إعفاؤه من وزارة البترول وتعيينه مستشاراً بالديوان الملكي بمرتبة وزير.
حصل على عدّة جوائز تكريم في محافل متعددة وتم منحه وشاح الملك عبدالعزيز من الدرجة الثانية وكرمته جامعات بشهادة دكتوراه فخرية وله العديد من العضويات بالداخل والخارج.
في عام 2016 وثق سيرته العصماء المليئة بالتجارب والمشارب في كتابه «من البادية إلى عالم النفط».
أبدع النعيمي في كل مهامه التي كان فيها «سراً» للنجاح و«جهراً» للفلاح في منظومة منفردة من «ديمومة» «التجديد» و«استدامة» التسديد.
كانت حياته مزيجاً من «الجد» و«المجد» وامتزاجاً بين «الصبر» و«الظفر» حيث تشكلت مسيرته «أنموذجاً» للفوائد وسيرته «سراجاً» للمنافع.
علي النعيمي.. «عقل البترول» و«رجل القول» في مضامين «النتائج» وفي براهين «الأهداف».. والرقم «الصحيح» الموجب في «معادلات» التأثير.. والقاسم «الوطني» المشترك في معدلات «التطوير».