إيمان الدبيّان
التخصيص أحد برامج رؤية السعودية 2030 الذي من مهامه الرئيسية تعزيز دور القطاع الخاص لتقديم الخدمات وتحسين جودتها، ومن الوزارات الحكومية المهمة التي تم تخصيصها هي وزارة التعليم، وقد وجه وزير التعليم رسالة للمعلمين والمعلمات عبر لقائه مع بعض قادة المدارس وكوادر التعليم في مناطق مختلفة في المملكة، يؤكد فيها على أهمية التركيز على تطوير التعليم وترك كل ما يتعلق بالتخصيص للوزارة؛ ولكن ما هي أهم الأمور التي يجب أن يُركز عليها في تطوير التعليم بعد التخصيص؟!.
أهم عناصر ذلك التطوير: الإدارة، الإشراف، المعلم، الطالب، المنهج، الأنشطة اللاصفية، وسأتناولها بداية من الإدارة والإشراف التي أرى أنهما أول عنصرين يجب إعادة النظر في آلية ترشيح وتمكين من يتولى إدارة المدرسة والإشراف عليها إدارياً وتعليمياً، فبعض المعلمين والمعلمات عندما يحل بهم الملل أو الإرهاق من التدريس يقدم على طلب العمل وكيلاً، ومن ثم مديراً، أو التقديم على الإشراف بعد أن يتجاوز بعض الشروط البسيطة للترشيح حتى وإن لم يملك فن الإدارة أو جودة الإشراف، أتمنى ألا يُمكن من الإدارة المدرسية إلا من يملك التخصص الأكاديمي في الإدارة، أو يتم إلحاقه بدبلوم دراسي متخصص في الإدارة، وكذلك الإشراف لا يُمكن فيه إلا من يحصل على درجة معينة عالية في الاختبار المهني، فبعض خبرات المعلمين العلمية أفضل بكثير من بعض المشرفين، وبسبب آلية الترشيح والتمكين القديمة أصبح مسمى الوظيفة «معلم» للكل، مديراً، أو وكيلاً، أو مشرفاً، أو مرشداً طلابياً؛ لذا أرى من وجهة نظري أن تصنف المسميات الوظيفية حسب ما يقوم به الموظف من عمل يختص به ولا يصبح أغلب من يعمل في المدرسة بمسمى معلم وهو لا يدرس أساساً.
العنصر الثالث والمحور المهم في تطوير التعليم هو المعلم الذي إن لم يعمل على تطوير نفسه بما يستجد من تطورات وتغيرات لن يتطور أبداً وأول منطلق في تطويره هو تطوير الفكر، وجعله في حالة تحديث دائم مع مستجدات الحياة، وتطورات الدولة، ومستهدفات الرؤية، ولا يقف عند اللحظة التي بدأ فيها.
العنصر الرابع هو مرتكز التعليم وأساسه وهو الطالب الذي يجب أن يعطى بشكل أكبر حقه من الحوار والمشاركة والانطلاق نحو العالمية والإبداع والموهبة والتي تسعى الوزارة بتوجيه من الدولة على تحقيق ذلك إلا أن العائق يكون أحياناً في التنفيذ من المدرسة أو الأسرة أو كليهما؛ لذلك يجب على المدرسة بكل كادرها توفير بيئة تعليمية نفسية عالية الجودة مع الاهتمام باحتياجات الطالب المتغيرة بتغير الظروف والأحداث والواقع.
العنصر الخامس هو المنهج الذي فعلاً تعمل الوزارة على تغييره تغييراً مناسباً ومستجداً بما يتناسب مع الهوية الوطنية والثقافية والدينية والاحتياجات العلمية.
العنصر السادس والأخير هو تطوير الأنشطة اللاصفية وإخراجها من النمطية غير المجدية إلى الواقعية المثمرة، وإدخال الأنشطة التي تتوافق مع احتياجات الطالب العصرية من فنون موسيقية، ومهارات رياضية، وفروسية، ورحلات ترفيهية ثقافية بمشاركة طلابية فعلية، وعدم حصر النشاط على المدرسة مكاناً، أو وقت الدوام زمناً، بحيث تفتح المدرسة أبوابها للأنشطة في الفترة المسائية ولو برسوم رمزية.
وزارة التعليم عملت وما زالت تعمل على تطوير التعليم بكفاءة نوعية ومميزة ولكن التطوير الفعلي يصعب تطبيقه إذا لم تفعله المدارس واقعاً محققاً ومخرجاً ملموساً.
التخصيص بالنسبة لوزارة التعليم هو احتياج ومطلب نحمد الله أنه تحقق وبإذن الله سنرى المخرجات الإيجابية الجبارة في السنوات القليلة القادمة باستراتيجيات تتوافق مع أهداف الرؤية التي نلمس نتائجها المرسومة في كل القطاعات وبمختلف المجالات.