محمد ناصر الأسمري
برزت وتصاعدت نغمة مستجدة وليست جديدة جادة، ألا وهي ظهور روايا ربما ليس لها رؤية ولا روية، حيث أطلت بعض محاولات بإشاعة أن الشعبوية ستحل أو حلت محل النخب في مسارات الساحة الفكرية وقيادة الرأي، وأقوال بأفول النخب والأفكار بسبب انصراف بعض عن تلقي وقبول ما يسطر في الصحف من مقالات وطروحات. والاكتفاء بما يتم تداوله من مقالات ومقولات في الواتس اب وبعض مواقع التواصل الاجتماعي وأن هذا صار ثقافة شعبوية يتابعها المجتمع. وكأن هذا دعوة إلى الأمية الفكرية بل والأبجدية أو عودة إلى ثقافة التجهيل التي سادت من خلال الأشرطة السمعية التي طلب بعض بحلولها محل الكتاب؟
والأسى أن وجد مثل هذا القول قبولاً من بعض قامات فكرية كانت وما تزال ذات ثقل في الساحة الفكرية بل والأكاديمية ماضياً وحاضراً. ولا أعلم السر في هكذا تحول أهو انهزام نفسي أمام ثقافة الشعبوية أي العامية في الطرح والمعالجة وإن كانت اللغة بها فصاحة لا إفصاح فيها.
إن ما يقال عن وجود نخبة أو نخب في الساحة الفكرية أو الواقع المعيش إنما هو أيضاً مثال على حجر الساحة على فئام ربما وجدوا من يماريهم في التمجيد وربما التصنيم لقبلية وشعراء العاميات التي تمجد أفعال وأعمال ليس لها في قواميس البطولة سوى تكريس القدح في فئات من المجتمع.
أما كان من الأجدر أن تكون كلمة السراة هي البديل المناسب بدلاً من النخبة أو النخب وكذا الشعبوية.
إن المناداة بالتحول للشعبوية لا يتوافق مع رؤية 2030 ولا نهج وزارة الثقافة، فهذه الدعوة ليس لها مسوغ أن تكون فناً من الفنون ولا علماً من العلوم، وأراها دعوة ذات أبعاد خطيرة على اللغة والفكر بل دعوة للتخلف عن مسار الحياة الفكرية والريادة والقيادة التي توالي العمل برؤية ورسالة سار بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وفق توجيه الملك الوالد سلمان بن عبدالعزيز -سلمه الله-.
ورحم الله الأفوه الأودي الذي قال:
لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم
وَ لا سَراةَ إِذا جُهّالُهُم سادوا
تُلفى الأُمورُ بِأَهلِ الرُشدِ ما صَلَحَت
فَإِن تَوَلَّوا فَبِالأَشرارِ تَنقادُ
إِذا تَوَلّى سَراةُ القَومِ أَمرَهُمُ
نَما عَلى ذاك أَمرُ القَومِ فَاِزدادوا