سهام القحطاني
«لسنا قلقين على مستقبل المملكة، بل نتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقاً، قادرون على أن نصنعه -بعون الله- بثرواتها البشرية والطبيعية والمكتسبة التي أنعم الله بها عليها» -ولي العهد محمد بن سلمان.
* لا شك أن كل من يتأمل السعودية اليوم في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وبعد أن أصبح محمد بن سلمان -حفظه الله- ولياً للعهد ويتابع تألقها الحضاري والنهضوي سيستنتج أن السعودية قبل هذا العهد المبارك بقيادة سلمان العزم والحزم والإنسانية وولي العهد محمد بن سلمان تاريخ وفي ظلهما ورؤيتهما وفكرهما تاريخ آخر يتسم بالتلألأ النهضوي. وهذا ليس تقريراً وجدانياً وعاطفياً محلياً بل هو واقع مسنود بالإنجازات والشواهد التي تتحرك على أرض الواقع على مرأى ومسمع من كل العالم.
وقد صدق محمد بن سلمان -حفظه الله- عندما قال: «إن المملكة حققت في أقل من 4 أعوام إنجازات غير مسبوقة في تاريخنا المعاصر»، وهو أمر يُمكن تثبيته وإثباته من خلال الأرقام والشواهد والإحصاءات والشهادات الدولية التي تُشيد كل يوم بالقفزات النهضوية التي تشهدها السعودية وخاصة في مجال حقوق المرأة والطفل والفكر، بدعم وتوجيه من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله.
* لقد استطاع محمد بن سلمان بتوجيه الملك سلمان -حفظه الله- الذي أسس في عهده المبارك مدرسة سياسية شكَّلت السعودية الجديدة هدفها، كما قال خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- «أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك»، في وقت قصير من إحداث تحول حضاري ونهضوي قد تستغرقه بعض الشعوب عقودًا من الزمن، وهو تحوّل موثق بالأرقام والشواهد التي تظل هي المعادل الحقيقي لصدق التحليل والإقرار.
فمحمد بن سلمان سياسي يؤمن بأن الكلام مهما بلغت حلاوته وبلاغته ووجدانيته دون فعل وإنجاز وشاهد صدق مجرد خداع للناس وابتزاز لعواطفهم، ولعل الجميع أدرك منذ ظهور محمد بن سلمان هذه الخاصية في شخصيته، فهو رجل صاحب عقل عملي يؤمن بالعمل والإنجاز، ولعل هذا هو سر القفزة الحضارية والنهضوية التي تمت حتى الآن في هذا العهد المبارك بقيادة الملك سلمان -حفظه الله.
ولا شك أن سرعة التحول النهضوي في ظل محمد بن سلمان على مستوى التأثير والإنجاز تعود إلى أسباب عدة، منها:
* الثقة التي يحظى بها محمد بن سلمان عند شعبه وخاصة عند فئة الشباب، وهذا أمر مهم للغاية، فالثقة في صانع القرار السياسي من قبل العقل الجمعي هي التي تخلق إيمان الشعب بقدرة هذا السياسي وكفاءته وتوثق علاقة الشعب به وبرؤيته وخطابه.
* العفوية: لقد وثق الشعب السعودي بمحمد بن سلمان ليس فقط بسبب الكاريزما التي منحها الله له فمالت إليه قلوب الناس داخل السعودية وخارجها بل وبسبب أيضًا عفويته مع الناس تلك العفوية التي قربته إلى الشعب فأصبح جزءًا من الأسرة السعودية، ولذلك أصبح قدوة للشباب في كل شيء، لقد أحب محمد بن سلمان شعبه ولذا لا نندهش من حب الشعب الكبير له.
* كما أسهمت الشفافية التي يتسم بها خطاب محمد بن سلمان في متانة ثقة الناس فيه، فهو يؤمن بالشفافية باعتبارها عقد ولاء بينه وبين الناس ولأنه يؤمن بأننا في عصر ما يُخفى هنا سيُكشف هناك، أو كما قال -حفظه الله- «نحن اليوم في مجتمع من الصعب أن تكون غير شفاف معه وصعب أن نخفي سرًا عنه في العصر الحديث، فمهم جداً توفير المعلومة للجميع».
وهي شفافية تنطلق من إيمانه بأن الشعب شريك فعَّال في صناعة القرار النهضوي والحضاري للمجتمع، شفافية تؤمن بالعقل الشعبي ووعيه وقدرته على فهم الأوضاع والمتغيرات وفتح نوافذ الحقيقية لمشاركته في التغير والتقويم والتقييم.
* محمد بن سلمان سياسي معاصر ومنذ ظهوره الشعبي الأول نزع عنه الشخصية الكلاسيكية للسياسي ولذلك أحبه الناس، أحب الناس هذه الشخصية بنمطيتها المعاصرة التي تشبههم وخاصة الشباب في طريقة اللبس والتفاعل والاندماج، فهو دوماً يؤكد في خطابه وفي مقابلاته بأنه جزء من الشعب، هذا الانتماء إلى الشعب وحرصه دائماً بالتأكيد عليه يقربه دائماً من عيون وقلوب الشعب السعودي.
لقد آمن محمد بن سلمان بأن الواقع هو طريق التحول إلى المستقبل، فالمشي على أرض الواقع مصدر قوة السياسي الناجح، فإيمانك بالواقع سيمنحك خلق الرؤية الصادقة والحقيقية لتطوير ذلك الواقع، واكتشاف إمكانياته الصامتة وإعادة استثمار إمكانياته المهملة ثم اكتشاف ما يملكه الواقع من استثمارات خفية.
قبل الرؤية كنا كسعوديين ننظر إلى أنفسنا بأننا كائنات نفطية استهلاكية، لكن بعد الرؤية اكتشفنا أننا نملك قدرات وكنوز داخلنا كبشر وفي واقعنا وأرضنا، وهذا التحول الحقيقي لرؤية 2030 أنها دفعتنا كبشر لاكتشاف قدراتنا ومهاراتنا كسعوديين في المجالات كافة.
رؤية صقلت همة السعوديين ووجهتهم إلى استثمار مكامن قوتهم، فكل قصة «تبدأ برؤية وأنجح الرؤى هي تلك التي تبني على مكامن القوة» -محمد بن سلمان.
والحق والحقيقة أننا نعيش اليوم تاريخًا جديدًا وعهدًا مباركاً بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي عُرف بعقليته السياسية التنويرية ووعيه النهضوي الحضاري ودعمه للتجديد والتغير لكل ما فيه خير وصلاح هذا البلد المبارك ورفع شأنه دولياً وعالمياً، ورعاية ومساندة كل إصلاح وصلاح يعود بالخير والرفعة والتطوير لشعب هذا البلد العظيم الشعب الجبار الذي يقف دوماً صفاً واحداً مع ملكه وولي عهده لبقاء هذه الدولة العظيمة منارة سلام وخير بين كل الشعوب والدول.
عهد وتاريخ يترجمه محمد بن سلمان رؤية وفكرًا وإنجازًا بقيادة وبدعم خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله.
ولذلك لن نبالغ إن قلنا إن هذا العهد المبارك بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهدنا محمد بن سلمان -حفظهما الله- لم يُغير الواقع السعودي بالإضافة والتجديد والقفزة النهضوي ومكافحة الفساد ونشر ثقافة النزاهة التي أصبحت الحديث الدولي فقط، بل غيّر تفكير الإنسان السعودي ورؤيته للواقع ودوره ومسؤوليته في التحول نحو المستقبل.
حفظ الله قائد أمتنا الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهدنا المحبوب محمد بن سلمان وبارك الله لنا فيهما.