«الجزيرة» - الاقتصاد:
عقدت شركتا (سابك) و(باسف) - الرائدتان عالمياً في مجال الكيماويات - «منتدى الاقتصاد الدائري» الأول بينهما والذي ناقش سبل تعزيز جهود المملكة للتحول نحو اقتصاد دائري للبلاستيك.
اقتصرت المشاركة في هذا الحدث على كبار الخبراء في (سابك) و(باسف) وعدد محدد من شركاء سلسلة القيمة، وعُقد المنتدى افتراضيًا من مقر «موطن الابتكار» التابع لشركة (سابك) في الرياض، والذي انضمت إليه (باسف) حديثًا كشريك.
تعمل الشركتان على إيجاد حلول متكاملة للمساعدة في مواجهة التحديات المتعلقة بالمواد البلاستيكية التي انتهى عمرها الافتراضي، بما في ذلك عملية إعادة التدوير المتقدمة التي تحول النفايات البلاستيكية المختلطة إلى بوليمرات في صورتها الأصلية.
شكل المنتدى فرصة للأطراف لتبادل المعارف والاتفاق بشكل مشترك حول زيادة حلول الاقتصاد الدائري التي تسهم في إتمام دورة التعامل مع النفايات البلاستيكية، بدءاً من جمع النفايات البلاستيكية بعد الاستهلاك وحتى إعادة تدويرها واستخدامها لصنع منتجات جديدة.
تضمنت المواضيع الرئيسة للمنتدى مناقشة الطرق الممكنة لرفع معدلات إعادة التدوير لهدف زيادة المعروض من البلاستيك المعاد تدويره وزيادة الطلب على مرافق إعادة التدوير.
سلط خبراء (سابك) أثناء المنتدى الضوء على الحلول المبتكرة التي تقدمها (سابك) من خلال باقتها (تروسيركل™)، والتي تشمل المنتجات والخدمات الدائرية؛ بما في ذلك البوليمرات الدائرية المعتمدة التي تقوم على إعادة التدوير المتقدم للبلاستيك المستعمل والمختلط، والبوليمرات الحيوية المتجددة المعتمدة، والبولي كربونيت المتجدد المعتمد، والبوليمرات المعاد تدويرها ميكانيكيًا.
وهناك تعاون قائم بين (سابك) وشركة (بلاستيك إنيرجي) لبناء أول وحدة للإنتاج التجاري في خيلين بهولندا لإنتاج البوليمرات الدائرية المعتمدة من (سابك)، وهي من منتجات باقة (تروسيركل™)، التي يتم تصنيعها من خلال إعادة تدوير البلاستيك المختلط والمستعمل. في هذا الخصوص أوضح مارك فيستر المدير العالمي للاقتصاد الدائري في (سابك) أن الشركة ارتأت تقديم جميع ابتكاراتها الدائرية من خلال مبادرة (تروسيركل™)، لمساعدة الشركات المصنعة على الحد من النفايات البلاستيكية من خلال اعتماد مجموعة من حلول المواد المستدامة، وتشكل المبادرة جزءًا من أعمال الاقتصاد الدائري في (سابك)، وتتماشى مع هدف التنمية المستدامة للأمم المتحدة الخاص بـ(الاستهلاك والإنتاج المسؤولين).
من جانبهم سلط خبراء شركة (باسف) الضوء على مشروع (كيم سايكلينغ™) الذي يشكل أحد ركائز إستراتيجية الاقتصاد الدائري في (باسف). يطور هذا المشروع تقنية التحلل الحراري التي تحول النفايات البلاستيكية إلى مادة خام ثانوية تسمى زيت التحلل الحراري. كما أبرز خبراء (باسف) أهمية الدور الذي تقوم به المضافات البلاستيكية التي تقدمها (باسف) في إعادة التدوير الميكانيكي للبلاستيك.
وذكر الدكتور أودو هونغر نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط ومصر في شركة (باسف) أن شق الطريق نحو اقتصاد دائري يتطلب التعاون وتضافر الجهود، وهناك ضغوط متزايدة فيما يتعلق بأهداف وإمكان إعادة التدوير من جهة، يقابلها التزام قوي من الزبائن تجاه زيادة حصة المواد المعاد تدويرها في باقة منتجاتهم من جهة أخرى، فيما يتطلب حل هذه التحديات الابتكار والجهود المشتركة من قبل شركاء الصناعة وأطراف سلسلة القيمة.
وأوضح الدكتور هونغر أن المنتدى أتاح لشركتيْ (سابك) و(باسف) استكشاف السبل للتعاون وتسريع تطوير التقنيات التي من شأنها تحويل مسار البلاستيك لتجنيبه الوصول إلى مكبات النفايات أو تلويث البيئة. من جانبه تحدث الدكتور عبد الوهاب السعدون الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) عن سد الفجوات في مجال الاقتصاد الدائري وتقليل التلوث الناتج عن استخدام البوليمرات.
وناقش الدكتور عبد الله السبيعي الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لإدارة النفايات، أهداف المملكة فيما يتعلق بإدارة النفايات وتوافق هذه الأهداف مع «رؤية 2030».
وقد حضر منتدى (سابك - باسف) مجموعة مختارة من شركاء سلسلة القيمة الخاصة بالشركتين.