مها محمد الشريف
الإخوان وضعوا أنفسهم سلعة تباع وتشترى في بازار السوق السياسي الدولي، تستغله متى شاءت وتعتبره كرتاً خاسراً تستغني عنه في أي وقت تريد، والمثير للدهشة دائماً تلك الأبواب التي تفتح بسرعة البرق استجابة ومراعاة للتقلبات السياسية، وعلى نحو غير معتاد الدخول إلى أروقة هذه التقلبات وتغيرها كلياً على نحو معاكس، فقد كانت إلى عهد قريب جداً مغلقة وخلفها يقبع الخونة من الإخوان وتمتد في أغلب الأحيان إلى حد الإقامة لفترات طويلة، حيث معظم التقارير الخاصة بهم تعود إلى زمن بعيد وجميع الأعمال التي أنجزوها مليئة بالجداول والمصطلحات الغامضة تُرجمت مؤخراً إلى مصطلحات إدانة تلتصق بتاريخهم الدموي ضد أوطانهم.
فالإخوان المسلمون لطالما سوقوا للكثير الذي يؤمن مصالحهم لأجل أن يصلوا لكراسي الحكم، ويأتي الإخوان اليوم إلى العمل من أجل تسليم بلدانهم مقابل السلطة والمال، وهذا ديدن الإخواني يبيع كل شيء حتى كرامته ووطنه، وهذا ما أثبته التاريخ، فبعد ما سمي بالربيع العربي سقطت أقنعة كثيرة وأصبح في القاع الكثير وأولهم الإخوان المنفصلون عن الواقع الإقصائيون بفكرهم وهم من أوائل من نفذوا الاغتيالات السياسية كمقتل النقراشي باشا رئيس وزراء مصر في العهد الملكي، واليوم لا يمانعون ببيع أوطانهم إذا كان ذلك يحقق هدفهم بكرسي سلطة.
لقد وقعوا معاهدات كثيرة، ولكن السياسة الناجحة ضد الإخوان ألغت بنود تلك المعاهدات، وسيحاصرهم العالم أجمع ويرفضهم بإيقاف نشاطهم على عدة أوجه ويسلمون إلى أوطانهم بعد أن ثبتت عليهم تهم التحريض على العنف والفوضى في منطقة الشرق الأوسط.