د.عبدالعزيز العمر
تساءل الأستاذ عضوان الأحمري في أحد مقالاته قائلاً: هل يمكن التعويل على دخول التفكير إلى المدارس؟ بداية أود القول إنني أبتهج وأسعد كثيراً عندما أرى زملاءنا المختصين في علوم السياسة والاجتماع والفلسفة والفنون والإدارة يتناولون في مقالاتهم وحواراتهم قضية التعليم، باعتبارها قضية وطنية عليا.
ومصدر سعادتي يأتي من إيماني بأننا نحن التربويين وزملاءنا في المجالات العلمية المهنية الأخرى نبحر سوياً على نفس القارب، قارب التعليم. فالتعليم والتنمية يشكلان دائماً وجهين لعملة واحدة.
لا جدال أن إدخال الفلسفة (التفكير الناقد) إلى تعليمنا يعد خطوة تطويرية جريئة وكبيرة إلى الأمام. تدريس التفكير ومهاراته يعني إعادة توجيه تعليمنا ليخاطب عقول طلابنا بدلاً من ذاكرتهم، ويعني أيضاً تعزيز عاداتهم العقلية بحيث يعتادون على جعل قراراتهم الشخصية مبنية على فحص وتحليل الأدلة، وجمع البيانات الكافية.
أذكر قبل 50 عاماً أن معلمنا لمادة التوحيد في مدرسة اليمامة الثانية دخل علينا يوماً وقال: ليس لدي الجرأة لطرح هذا السؤال، ولكن سأكتبه على السبورة أمامكم، ثم كتب على السبورة: من خلق الله؟ كان هذا السؤال ثقيلاً وصادماً لطلاب اعتادوا على الحفظ والتلقين.
اليوم يستطيع أي طالب مطلع على مبادئ الفلسفة الإسلامية أن يجيب على السؤال السابق أعلاه دون أن يؤثر ذلك على إيمانه، بل يعززه.