فوزية الشهري
المملكة العربية السعودية ومنذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله إلى وقتنا الراهن جعلت من أولوياتها خدمة الإسلام والمسلمين في كل المجالات وشتى بقاع الأرض، وبذلت الجهود الكبيرة وأنفقت مئات المليارات من أجل تذليل الصعوبات أمام ضيوف الرحمن وتسهيل أداء الحج في أمن وأمان وسهولة ويسر رغم التحديات والصعوبات التي واجهتها على مر السنين من كثافة الحشود ومحدودية المساحة، وكذلك الزمن المعين لإقامة المناسك، وقد حققت نجاحات كبيرة رغم كثرة المعوقات والتحديات والتي كان من أبرزها المحاولات الخارجية لإفشال مواسم الحج والمحاولات المتعددة لزعزعة أمن الحجاج بعمليات إرهابية يصاحب ذلك الحملات الإعلامية المغرضة والمحاولات المتكررة لتسييس الحج وإخراجه عن روحانيته، ومع ذلك كانت السعودية تتعامل باحترافية مع مواسم الحج وليس غريباً عليها ذلك فهي محصلة لخبرات تراكمية تجاوزت 80 عاماً من خدمة حجاج بيت الله الحرام، وبفضل الله مع كل موسم حج يسجل للمملكة بالحقائق والأرقام النجاح تلو النجاح، وقد تشرفت المملكة العربية السعودية خلال السنوات العشر الماضية بخدمة ما يزيد على 150 مليون حاج.
وتعتزم المملكة إقامة الحج لهذا العام وفقاً لشروط خاصة للوقاية من تفشي فيروس كورونا ويقتصر على 60 ألفاً من سكان المملكة الملقحين ضد فيروس كورونا وهذا القرار جاء في ظل ما يشهده العالم من استمرار تطورات فيروس كورونا المستجد وظهور تحورات جديدة له، وهذا القرار الحكيم الذي يحمل كل معاني الإنسانية الهدف منه الحفاظ على صحة الحجاج وسلامتهم وحفظ النفس البشرية ودفع الضرر عنها، وهذا من مقاصد وضروريات الشريعة الإسلامية وكل الأدلة بالكتاب أو السنة تدل على وجوب الحفاظ على النفس البشرية وعظم ذلك عند الله، والسعودية في تعاملها مع أزمة كورونا جعلت الإنسان أولاً وبذلت قصارى جهدها من أجل ذلك، وقد أضافت تجربة المملكة في مواجهة كورونا مفاهيم مبتكرة في إدارة الأزمات وقدمت للعالم أنموذجاً متفرداً كما أنها أبهرت العالم في تنظيمها لحج عام 2020 الذي سجلت به نجاحاً متجدداً في موسم حج استثنائي.
إيران الدولة التي فشلت في مواجهة فيروس كورونا وكانت ثاني أكبر بؤرة لانتشاره في العالم من خلال المزارات الدينية التي بقيت مفتوحة مما ساهم في تفشي الفيروس فيها، وقد تنتقد وتحاول التأليب على المملكة ببعض أذرعتها، وهذا ليس بجديد على تلك الدولة المارقة فهي تسعى لإفشال الحج من خلال الفعل المباشر أو التشويش والتشويه للجهود المبذولة لخدمة ضيوف الرحمن، وتاريخ إيران الأسود ومؤمراته ضد أمن الحج والتي دأبت عليها سنوياً موثقة للتاريخ ويستطيع أي جاهل بها البحث والتقصي عن ذلك بكل سهولة ويسر.
الزبدة:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص
فهي الشهادة لي بأني كامل
- «المتنبي»