العقيد م. محمد بن فراج الشهري
لا أعلم هل بقي شيء من آثار الأمم المتحدة ومن هيبتها؟ أعتقد أنه لم يبق منها إلا الاسم.. الجرائم المروعة التي ترتكبها مليشيات الحوثيين في اليمن تتكرر يومياً.. قتل أبرياء، استهداف مدنيين، حرق وقتل أطفال أبرياء، الزج بالأطفال إلى أتون المعارك بالإكراه، اختطاف الصحفيين والإعلاميين، إرسال الطائرات المسيرة يومياً فوق الأعيان المدنية، والصواريخ البالسيتية، زراعة آلاف الألغام في كل أنحاء اليمن، وفي الطرقات، والمزارع، والأحياء السكنية.. قتل العديد من مشائخ القبائل الذين لا يستجيبون لهم.. هدم المساجد ودور العبادة، طمس الآثار الإسلامية، تغيير وتبديل المناهج الدراسية.. إقفال الجامعات وبعضها أصبحت ثكنات عسكرية، فرض الأتاوات بالقوة، الزج بالنساء في السجون، التعامل بكل أشكال المخدرات والممنوعات، واليمن كله أصبح حلقة من الانتهاكات المميتة، وفي التقرير الذي صدّرته مؤسسة «ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان» أكد ارتفاع جبهات القتال بين الحوثيين والشرعية في اليمن من 36 جبهة في عام 2019م إلى نحو 50 جبهة قتالية في مطلع 2021م آخرها ما يجري في حدود مأرب، والتصعيد غير المبرر فيها الذي يهدد حياة آلاف المدنيين، فضلاً عن تهديد وتهجير «800.000» ألف نازح وملاحقتهم بالقصف.. ويشير التقرير إلى ارتكاب الحوثيين «1700» خرق وانتهاك في عام 2020م كله يتعلق بالاستهداف المباشر للمدنيين في المناطق التي تخضع لسيطرتهم، حيث قتل «712» مدنياً من بينهم «122» طفلاً و «66» امرأة، كما أصيب نحو «940» مدنياً من بينهم «247» طفلاً و «113» امرأة، وقال التقرير: إن جماعة الحوثي جندت منذ بداية النزاع أكثر من « 30.000 « ألف طفل من بينهم « 4600 «طفل في عام» 2020م «ضاربة بعرض الحائط بكل قانون دولي أو إنساني، أو معاهدات دولية، وقال: أيمن عقيل رئيس مؤسسة «ماعت» أن تعنت جماعة الحوثيين ورفضها لوقف كافة طلبات إطلاق النار، والتي كان آخرها رفضها لخطة مبعوث الولايات المتحدة إلى اليمن (تيموثيل ليندركنغ) لإيقاف الحرب في اليمن، كل ذلك يفاقم من الوضع البائس لحالة حقوق الإنسان في اليمن، فيما قال: شريف عبدالحميد مدير وحدة الأبحاث والدراسات لنفس المؤسسة، إن اليمن يشهد أكبر كارثة إنسانية في العالم خلال الوقت الحالي، حيث إن أكثر من «24» مليون يمني من أصل «30» مليوناً يحتاجون إلى كل شكل من أشكال الحماية والمساعدات، فضلاًن « 20 « مليوناً يعانون من انعدام الأمن الغذائي، في وقت تُرجح فيه هيئات الأمم المتحدة بأن «5» ملايين يمني على شفى حفرة من المجاعة. وقال مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان في تقريره الشهري إن فرقه الميدانية استطاعت توثيق مقتل العديد من الأشخاص برصاص قناصة الحوثي عدا ما تم قتلهم بانفجارات الألغام، والاختطاف القسري، وإخفاء نفذتها كوادر من المليشيات، وكذلك التهجير القسري لمزارعين من مزارعهم، وأملاكهم في منطقة الحمية العليا بمديرية تعز.. إضافة إلى ما تقوم به هذه العصابة من تنفيذ لأوامر إيران حرفياً، حيث قال وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني في تصريحات إن «ما تقوم به مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من غسل لعقول الآلاف من الأطفال بعمر الزهور بالأفكار الإرهابية المتطرفة والمستوردة من إيران، وتجنيدهم في صفوفها والزج بهم في مختلف جبهات القتال، هي جرائم إبادة جماعية لم يسبق لها مثيل بحق الطفولة في ظل صمت دولي مخزي وغير مبرر». ودعا الوزير اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة، والمبعوث الأممي، ومنظمات حقوق الإنسان، وحماية الطفل إلى «اتخاذ مواقف مسؤولة إزاء جرائم الإبادة التي ترتكبها مليشيات الحوثي بحق أطفال اليمن، والضغط عليها للوقف الفوري لعمليات تجنيدهم واستخدامهم في الأعمال القتالية». وعلى وقع الهجمات الحوثية على مأرب، ومساعي تلك العصابة المتكررة لحسم المعركة هناك كانت الجماعة قد لجأت أخيراً إلى الدفع بأمنها النسائي المعروف بـ«الزينبيات» لتولي مهمة استقطاب الأطفال وتجنيدهم بطرق شتى منها ترغيب أمهاتهم وترهيبهن في صنعاء ومناطق أخرى تحت سيطرة الجماعة الموالية والتابعة لإيران بحسب ما ذكرته العديد من المصادر الإخبارية، والسؤال الذي يطرح نفسه إلى متى ستظل هذه العصابة تتلاعب بمصير اليمن ؟! إلى متى السكوت على استهداف المدنيين بالطائرات المفخخة، والصواريخ, عياناً، بياناً دون رادع ؟! الجميع يعلم أن هذه المليشيات لا تملك أي قرار للتوقف وأن الأمر والأوامر تصدر لها من طهران، لذلك فهي لا تستطيع عقد هدنة، ولا إيقاف نار، ولا الاستماع لمبادرة سلام وآخرها ما حصل مع الوفد العماني، وقبله المبعوث الأمريكي، وقبل ذلك القرارات الدولية التي أصبحت حبراً على ورق، وأقرب مثال قضية «صافر» التي لم تستطع الأمم المتحدة تحريكها من مكانها، هنالك مهزلة دولية تحاك ضد اليمن وشعبه، ويجب ألا تستمرأنها ستصبح كارثة للعالم كله، وليس اليمن وحده، وعلى الدول الكبرى الالتفات للحيّة الرقطاء إيران، ودفعها للابتعاد عن دعم هذه العصابة، وإيقافها عند حدودها بأسرع وقت ممكن وإلا فالقادم أشنع وسيستمر العبث الحوثي والإيراني في اليمن, وعلى مشايخ قبائل اليمن أن يساندوا الشرعية بكل الوسائل إذا ما أرادوا الخلاص من الاستعمار الحوثي الإيراني ولابد أن يهبّوا هبّة رجل واحد ونبذ الخيانات وما مر من تجارب تكفيهم ليدركوا الخطر المحدق بهم وباليمن كله.