أ.د.عثمان بن صالح العامر
وضعت وزارة التعليم، ممثلةً بمعالي الوزير والفرق العاملة معه مواجهة الأفكار المتطرفة والمناهج المؤدلجة أول الأولوية لديها، ولم تقف خطط وإستراتيجيات وجهود وزارة التعليم في مواجهة الفكر المتطرف الذي أضرَّ بنا ووجَّه سهامه لنا عند حد متابعة المنتمين لهذا الفكر أو المتعاطفين معه أو المصفقين له سواء أكانوا أساتذة أو موظفين أو طلاباً ومنسوبين، بل عزَّزت هذه الخطوة، وما اتُخذ من قرارات وزارية قوية وواضحة في هذا الباب خلال السنوات الثلاث الماضية، بوضع خطة إستراتيجية تضمنت في طياتها الوقاية والتحصين وكذا البتر والعلاج معاً، وذلك من خلال:
- مد جسور التواصل الفعلي مع جميع الدوائر والمؤسسات ذات الصلة بالشأن الأمني خاصة الفكري منه، ووضع خطط وطنية موحَّدة، وإقامة فاعليات مشتركة ذات علاقة مباشرة بموضوع الجماعات المتطرفة خاصة (جماعة الإخوان المسلمين) والتحذير منها، أفكاراً وأشخاصاً، سبلاً ووسائل ملتوية، أهدافاً وغايات خبيثة خطرة، تريد ببلادنا المملكة العربية السعودية قيادةً وشعباً، عقيدةً ومنهجاً، إنساناً وأرضاً السوء البين، والشر المستطير.
- تشجيع البحوث والدراسات العلمية الرصينة في جامعاتنا السعودية، التي تدرس وتكشف وتبيّن وتحذّر من هذه الجماعات المتطرفة.
- تضمين بيان كبار هيئة العلماء -الصادر في 24 ربيع الأول 1442هـ المؤكد على أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية لا تمثِّل منهج الإسلام، وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين، وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب- في مناهج التعليم، وبيان خطورة مثل هذه الأيديولوجيات التي تدعي الدين، وهو منها براء. والوزارة كما أشار معالي الوزير في ثنايا جوابه على سؤال أحد كتَّاب الرأي، بأن هذا التضمين لهذه الفتوى في مناهج التعليم ليس نهاية المطاف، بل الأمر يحتاج إلى مزيد من التعزيز والتفاعل الإيجابي والتعاون والتكاتف من جميع من هم في ميدان التعليم من أجل التطهير والتصحيح، وخصوصاً أن هذا الميدان للأسف كان مجالاً رحباً لهؤلاء المؤدلجين الذين أثّروا على عقول بعض طلابنا.
- إقرار مادة (التفكير الناقد) ضمن مواد الثانوية العامة، التي تجعل الطالب بنفسه قادراً على فرز الأفكار، وقراءة المرجعيات قراءة واعية، مدركة خطورة مثل هذه التيارات المتسترة بيننا باسم الدين، فضلاً عن أن هذه المادة تتيح للطالب والطالبة القدرة على معرفة معالم ومحددات المنهج الوسطي الصحيح الذي هو الإسلام الحق المبعوث به محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، وتعطيه مهارة التفريق داخل الصف بين ما هو ضمن المنهج المقرّر من قبل الوزارة وبين المناهج الخفية التي تريد أن تحرف المقرر من هدفه الأساس إلى أهدافهم الحزبية المرفوضة جملةً وتفصيلا.
- تعزيز دور وحدات الواعي الفكري في التعليم العام والجامعات لرفع مستوى الوعي الفكري لدى المجتمع التعليمي، وتوضيح معالم المنهج الوسطي، وتوثيق روابط الانتماء والولاء لقادة الوطن ولاة الأمر، والتحذير الشديد من خطورة الأفكار الضالة من أجل اقتلاعها من جذورها، ونبذ المجتمع بأسره لها. فنحن بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية ودورنا ومسؤوليتنا عظيمة في كشف خبايا هذه الجماعات وفي ذات الوقت الريادة في المنهج الوسطي الإسلامي الصحيح. دمتم بخير، وتقبلوا صادق الود، وإلى لقاء يوم الثلاثاء القادم بإذن الله، حيث الحديث (في حضرة معالي الوزير) عن (مشاركة المجتمع بمؤسساته الاجتماعية التربوية المختلفة مع وزارة التعليم فيما هي عاقدة العزم عليه)، والسلام.