عطية محمد عطية عقيلان
من المفارقات الطريفة أن يوم 20 يونيو الماضي، يصادف يوم الأب العالمي وأيضاً يوم اللاجئ العالمي الذي ترعاه المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، طبعًا مع مراعاة الفارق الكبير بينهما فإن يوم الأب العالمي يمر مرور الكرام ولا يجد من يرعاه سواء من منظمات دولية أو محلية أو حتى من الحي الذي تقطنه، هو يوم وضع فقط من باب المجاملة وذر الرماد في عين الأب حتى لا يتذمر أو يشتكي من التهميش والإهمال سواء من المجتمع الدولي أو أبنائه وزوجته، فليحمد الله بأن له يوم مخصص ومذكور للاحتفال به ولحسن حظه أن صادف مع الاحتفال باليوم العالم للاجئ، ومن هي من محاسن الصدف والربط الجميل لك أيها الأب لتتذكر معاناتهم ومآسيهم وتحمده على النعم التي تحيط بك وأن حالك أفضل منهم فتوقف عن التحلطم والزعل ولا تربطها بسوء ظن بأنك مثله لاجئ ولكن بدون رعاية دولية، طبعًا بعض الآباء المحظوظين يتلقون الهدايا الفاخرة وبطاقات المعايدة والرسائل وإن كانت أغلبها مدفوعة الثمن من أموال الأب الخاصة ولكن هذه النعمة تستحق الشكر مرة أخرى بأنه تلقى هدية حتى ولو من حسابه الشخصي فيكفي عناء التفكير والشراء والاختيار التي قاموا بها. طبعًا من دون تحيز أو محسوبية أو عاطفة فإن الأب نعمة كبيرة تظلل على جميع أفراد الأسرة لتقيهم صدمات الحياة ومواجهة الصعاب، فيعيش ويبذل الجهد والوقت ولو على حساب صحته وسعادته ومتعته واحتياجاته الشخصية وذلك ليؤمن حياة كريمة لعائلته دون اكتراث أو انتظار ليوم تكريم أو عيد شكر على ما قدمه وإن كان لا ضير في الاحتفال به من باب رفع المعنويات والشكر والامتنان لهذا الأب الحنون، يقول الفيلسوف جان جاك روسو «أب واحد خير من عشرة مربيين» لأن الأب لا يبخل أو يقصر في مال أو توجيه أو معلومة أو تمني خير لأبنائه.
الخلاصة عزيزي الأب تمتع بالروح الرياضية والتسامح والتطنيش على عدم الاحتفال بمناسباتك الخاصة ومرورها مرور الكرام، ولا تزعل أن فنايلك وملابسك القديمة تحولت إلى أدوات للمسح والتنظيف فهي من باب التقدير والاستفادة القصوى من كل ما يخصك، ولا يسيئك بأن أولادك لا يتذكروا تاريخ ميلادك لأنه سيكون الاحتفال به من باب البدعة والكيكة مضرة لصحتك، لذا أصنع فرحتك بنفسك وكافئها بما تستحق بمزيد من التدليل والاهتمام بعمرك المتبقي وأخفي الشعر الأبيض بالصبغات ومارس الرياضة وتواصل مع أصدقائك لتوسوا وتعززوا لبعضكم البعض فالصديق الوفي يؤنس وحدتك ويشد أزرك ويدعمك ويشعرك بأهميتك وكما يقول الفيلسوف اليوناني أفلاطون «ليس المهم أن تعيش بل أن تعيش جيدًا»، وأنت عزيزي القارئ اهتم بوالديك ولا تنتظر مناسبة أو يوماً محدداً لتشكره وتحتفل به فالفقد مؤلم والندم لا يولد إلا الحسرة، يقول واسيني الأعرج «إن الأب مثل الروح، عندما تخرج يتهاوى الجسد».