ميسون أبو بكر
أقامت أكاديمية الحوار للتدريب بمركز الحوار الوطني بالتعاون مع اليونسكو برنامج المدرب المعتمد في مدينة الرياض، والذي شارك فيه كوكبة من المدربين والإعلاميين والأكاديميين والمتخصصين في مجال الحوار، والذي أراد به مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني جمع كل هؤلاء المشاركين عبر تطبيق زوم لمناقشة حاجة العالم للحوار اليوم في جهود حثيثة لحوار الثقافات والأديان، وعمل دورات للحوار الإعلامي عبر المنصات المختلفة بعرض مرئي لمدربين معتمدين.
أردت في مشاركتي أن أطرح من جديد نظرية هنتنغتون حيث تقول بصراع الحضارات التي تؤججها الاختلافات السياسية والاقتصادية والذي أكد أن الاختلافات الثقافية هي المحرك الرئيسي للنزاعات بين البشر، ولأنني لا أوافقه الرأي فإنني ومن صميم عملي في الإعلام الثقافي منذ سبعة عشر عاماً، والذي التقيت من خلاله بمستشرقين وفاعلين من الغرب في المشهد الثقافي فإنني أجزم أن الثقافة رابط قوي وجسور بين المجتمعات المختلفة ومن قنواتها الترجمة التي تعتبر شرايين لنقل فكر الآخر إلينا، ويمكنها أن تجمع ما فرقته السياسة ويمكن للمبدع أن يكون سفيراً لثقافة وطنه للآخرين دون الحاجة لتأشيرة دخول لفكره وبيته ومكتبته، ولا يمكننا الخوف على هويتنا من التغريب بفعل حوار الثقافات.
تنبه بيت الثقافة والعلوم -اليونسكو- لأهمية التنوع الثقافي فأقر يوماً عالمياً من أجل الحوار والتنمية اعتبرته المديرة السابقة إيرينا بوكوفا من صميم الاستراتيجيات العالمية للتنمية المستدامة.
وحيث إن التنوع الثقافي حق من حقوق الشعوب، فإنها لا تسعى للانغلاق الذي يؤدي لسقوط الحضارات، وقد سعت مؤسسات وجهات عديدة في وطننا العربي لتبادل الثقافات المختلفة على نطاق عالمي والحوار الذي يعد رئة لهذه المهمة فقد ركز مركز الحوار الوطني على مهارة الحوار الإعلامي ومفهومه وعناصره وأنواعه من خلال الحقائب التدريبية التي واكبت فعالية الأكاديمية التي عرف بها مديرها الأستاذ إسماعيل العمري، وتلت كلمته كلمة المركز التي قدمها نائب الأمين العام الأستاذ إبراهيم عسيري وأدار الجلسات الأستاذ بدر الحسين بمهارة لم تشعرنا أن كلاً من المشاركين والمتداخلين من أرجاء المعمورة ولسنا على منصة واحدة وفي بقعة واحدة في الرياض التي انطلقت منها فضاءات الفعالية.
أود أن أنقل للقارئ الكريم كم المتعة التي شعرت بها وأنا أتابع الندوات وأحضر الحقائب التدريبية التي أبدع بها المدرب أ.ماجد الغامدي والتي تشكل فائدة كبيرة للإعلاميين الذين هم بحاجة لمهارات الحوار وركائزه، والتي تفوق مجرد عناوين لحقائب باهتة، فالمشهد الإعلامي اليوم يعج بالغث والسمين، ولا بد أن يكون إعلامنا أكثر احترافاً وموجهاً للآخر عبر برامج تحاوره وتستهدف فكره وذائقته.
أراد مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أن يكون علامة فارقة وأن يقول نحن رواد الحوار ومدرسة في إدارته وندواته ولعلي أطالب بندوات مكثفة للإعلاميين في المؤسسات الإعلامية الحكومية يشرف عليها المركز، وندوات عن بعد مترجمة تجمع بين إعلاميي المملكة والعالم.