زكية إبراهيم الحجي
الزمن يجلو الذاكرة كأنه الماء تغمر الذهب فيه يوماً أو ألف عام فيبقى في قاع النهر يلمع.. الماء لا يُفسد سوى المعدن الرخيص يُصيب سطحه ساعة فيعلوه الصدأ.. لم يرصد على بوادر العاصفة ولا التقط علامة تُمهد لها حتى في اليوم الأول من العام الجديد حين شق موكب القضاة المدينة يسبقهم قارعو الطبول ونافخو المزامير وحاملو الأعلام القشتالية.. أذاعوا مرسوماً على الناس وعلَّقوه في ساحة باب الرملة يقضي المرسوم بحظر استخدام اللغة العربية في الكتابة والتخاطب.. في المحافل والبيوت ويُمنع الاحتفاظ بالألقاب العربية أو لبس الملابس العربية وكل العادات المرتبطة بقدماء المسلمين العرب.. وعند باب الرملة تُحرق الكتب والمؤلفات العربية فأين معاني الإنسانية التي تنادي بها البشرية؟ تساؤل طرحته الروائية «رضوى عاشور» رحمها الله.