خالد الربيعان
عندك كم بطولة.. سؤال له وجهان: أحدهما للمناوشات والعناد والاستراحات، وهذا لا يهم، والثاني يسأله المستثمر أو رجل الأعمال المهتم.. عند الرغبة في العمل مع ناديك.. أو نادٍ آخر، عندما يأتي المستثمر يسأل عن اللاعبين، جودتهم، أسمائهم، أسعارهم، القيمة السوقية للقائمة كلها، 22 لاعبًا مثلاً بـ50 مليون ريال.
كل تفصيلة تهمه، وله أغراض ربما لا يفكر بها البعض، ولا حتى مدير النادي التنفيذي. المستثمر أو مالك النادي هذه الأيام لا يفكر إلا في الربح وتحقيق أقصى استفادة ممكنة، بعدها تأتي البطولات والإنجازات الرياضية عنده بالطبع، الاستاد، سعته، جاهزيته للزحام وقت المباريات، عدد المرافق فيه من نقاط بيع وكافيهات ومتجر سلع النادي، المتحف لو يوجد، حتى ماكينات القهوة والمثلجات والصراف الآلي.
قبل كل هذا ينظر لثلاثة أشياء: اسم النادي، علامته التجارية «شعاره» وقوتها على خريطة الكرة «محلياً وقارياً»، عدد البطولات «الإرث».. الإنجازات الرياضية.. أو بمعنى أصح ما يتبقى من كل شيء.. حتى بعد النتائج بما فيها من نتائج فوز بالخمسة وخسارات فادحة.. ما يبقى هو الأرقام والبطولات في النهاية.. وهي ما تشكل في مجموعها المتراكم عبر الزمان والمكان: تاريخ النادي.
توثيق البطولات لكل الأندية شيء مهم ولابد منه قبل التخصيص، وهو - تخصيص الأندية - يجري على قدم وساق منذ فترة طويلة، قبل العام 2016.. بدأ بأنشطة سمو الأمير عبد الله بن مساعد ثم معالي المستشار تركي آل الشيخ، ثم معالي وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، إستراتيجية دعم الأندية لدفعها لعمل أكثر احترافية وإعادة هيكلتها بالشكل الصحيح.
إنشاء شركات الأندية الاستثمارية خطوة للنضج الإداري والعمل المؤسسي الصحيح، إطلاق يد الاستثمار والتملك بمشروع «نافس» الأخير منذ أيام، هو آلية نحو التخصيص، محاولة لاستشراف رؤية ما سيكون عليه الوضع مستقبلاً عند التخصيص، رؤية ومراقبة تصرف المستثمر وفكره في هذا المجال، خاصة المستثمر الوطني السعودي.
توثيق بطولات الأندية لابد منه كذلك كمرحلة مهمة قبل التخصيص، لن يستحوذ أحد على نادٍ مجهول الإرث، أو متباين الأرقام والآراء حول ذلك، ماذا كانت العلة من العمل الرياضي في النادي من الأساس إذن؟!، لابد أن يجري الأمر بعيداً عن الجماهير.. لا ككل مرة نرى تريندات وتاقات ليشارك من لا يستحق أن يكون له رأي في ملف مهم كهذا، ثم ينتقل الأمر للاستراحات على الهواء.. ككل المرات السابقة.. ثم تنتهي الزوبعة بكل ضوضائها.. إلا أن يكون هناك تحقيق للغرض نفسه!
الفريق
لابد من العمل في صمت، فرق أو مجموعات من المحللين والفاهمين لخبايا الأمور والعارفين عن تواريخ الأندية فهم بمنزلة المؤرخين ..لتوثيق تاريخ الأندية أيضاً.. فهناك مؤسس ما زال موجوداً، وهناك ابن لمؤسس نادٍ يحتفظ أسرارُا ووثائق، هناك مشجع قديم مخضرم عنده وثائق ومواد، أمور في منتهي الأهمية ..فرق من الشباب والمجموعات من المؤرخين والمحللين وغيرهم ..تزيل هذا العبئ عن كاهل القيادة الرياضية.