علي الصحن
في الحديث عن توثيق البطولات، وتوجه بعض الأندية إلى تسجيل بطولات مختلفة، ورفض الغالبية مثل هذا التوجه، وتمسكها بتسجيل البطولات الرسمية المعترف بها، وعدم الخوض بالبطولات الأخرى الودية المحلية أو الدولية، خاصة وأن معظم الأندية لديها مثل هذا النوع من البطولات ومع ذلك لم تتجه إلى قيدها، ولم يذهب راصدو التاريخ إلى ذلك أيضاً، مع العلم أنه لا يمكن تجاهل بعضها في التاريخ الخاص بالنادي، أو في الفئة الثانية من البطولات.
يقول صديقي (الريداوي العريق) أبو محمد إن فريقه قد نجح في أغسطس 2008 بالفوز بدورة النخبة الأولى والتي احتضنتها مدينة أبها آنذاك بمشاركة أربعة فرق هي الاتحاد السعودي والكرامة السوري والجيش الملكي المغربي والرائد.
وفي يوليو 2014 فاز فريق الرائد أيضاً بكأس دورة الوحدة الدولية الودية التي شارك بها إلى جانبه المستضيف الوحدة الإماراتي والاتفاق السعودي والقادسية الكويتي، ويقول إنهم سعداء بمثل هذه الألقاب لكن لا يمكن أن يشار إليها كبطولات كبرى، وأن طموحات رائد التحدي لا تتوقف عندها بل تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، وأنه يشارك جميع عشاق الفريق الآمال بأن ينجح يوماً في تحقيق بطولة كبرى، تتناسب مع تاريخ النادي العريق.
حكاية توثيق البطولات واستجلاب بطولات ودية لزيادة الأرقام، ظهرت بعد أن بان البون الشاسع بين صاحب المركز الأول وبقية (أو بعض منافسيه)، ولا أدري هنا لماذا يكون هناك تردد في الإعلان من الجهة الرسمية، مع أنه لن يكون سوى تأكيد المؤكد وإيضاح الواضح، فكل فريق يعرف ما له من البطولات الرسمية، والتوثيق لن يكون مطلباً كما هو اليوم «لو كان لدى الاتحادات الرياضية سجلات موثقة، وملفات واضحة لجميع البطولات التي أقيمت منذ انطلاقة الرياضة السعودية، كان يكفي أن يقدم كل اتحاد إحصاءات لبطولاته الرسمية ويستخلص الناس النتائج بلا لجان وفرق عمل، أما وقد عز ذلك على الاتحادات فقد كان لزاماً أن يكون هناك فريق توثيق، لا لتقديم البطولات الرسمية، فهذه متفق عليها، وليس للتعريف بالفريق الأول فذاك أمر أجمع الناس عليه، ولكن لاستبعاد بطولات الحواري والمدارس والسداسيات والمسابقات الرمضانية والبطولات السنية والمنافسات الودية من السجلات الرسمية، وتقديم وثائق يُعتد بها تتضمن بطولات موثقة لها ضوابطها ويعرف الناس منافساتها وتملك جميع الأندية حق المشاركة بها».
هنا أقول: «إن التوثيق لن ينهي الجدل، لأن الجدل لم يكن قائماً على أسباب علمية وحجج منطقية، ولكنه قائم على هوى، وما آفة الرأي إلا الهوى، وصاحبه لا يمكن أن تقنعه، ولا فائدة من محاججته والدخول معه في نقاش لا ينتهي، وجدل ممدود إلى ما لا نهاية».
عندما يقف الجميع على مسطرة واحدة ويقدم كل نادٍ بطولات فريقه الكروي ستقفز الأرقام بكل تأكيد، فصاحب الـ 60 بطولة قد يكون لديها ضعفها من البطولات الودية والتنشيطية وبطولات المناطق ... الخ، لكن هل هذا منطق، وهل يمكن أن تكون جميع البطولات بالقيمة نفسها؟
ما قاله صديقي الريداوي، يقوله كثيرون من محبي الأندية، ومعظمهم حتى من يصفق لبطولات كتبها مؤرخو ناديه على الورق دون أن يحققها على المعشب الأخضر، يدرك الحقيقة، ومنهم إعلاميون يطبلون اليوم لأرقام كانوا ينفونها بالأمس، والأمل أن يقول الاتحاد كلمته في الأمر، ويعدد بطولات الأندية الرسمية، ويضع قاعدة يسير عليها الجميع، بلا بحث ولا تنقيب ولا اختراع ولا أرقام يكتبه الهوى.