«الجزيرة» - عيسى الحكمي:
عندما أعلنت اللجنة الأولمبية السعودية في انتخاباتها الأخيرة تكوين رابطة للمدربين الوطنيين برئاسة الكابتن علي الزهراني تبادر السؤال من هو علي الزهراني قياسا بالأسماء التي تضمها اللجنة؟.
ذلك الاستفهام لم يصمد طويلا فذلك الرجل الشغوف بعمله أجاب سريعا بالنتائج والإنجاز السريع مهديا الوطن مقعدا في أولمبياد طوكيو 2020 من خلال لاعبه البطل طارق الحامدي في لعبة الكاراتيه.
هذا النجاح اختصر الإجابة عن استفهام السؤال السابق وتوج جودة الاختيار وبعد نظرة المسؤول ومقدار الشغف الذي يمتلكه الرجل ليقدم عملا ويكتب تاريخا يبقى.
الزهراني الذي يؤمن «بلا مستحيل تحت الشمس» يصحو مع الساعات الأولى لكل يوم ليؤدي برنامجه التدريبي والتطبيقي نحو تحقيق أهدافه.
ولأن الأبطال يمرون من تحت هذا النوع من المدربين والقياديين فقد قدم للوطن وفي فترة وجيزة الفرح والإنجاز من خلال نجمه طارق حامدي الذي تعلم من مدربه قوة التركيز وقوة وسرعة الضربات ليسقط المنافسين واحدا تلو الآخر حتى توج أخيرا بذهبية التصفيات التأهيلية في فرنسا وتأهل عن جدارة الى اولمبياد طوكيو 2020 كأول لاعب سعودي يتأهل في الكاراتيه ويصبح ضمن أول اللاعبين واللاعبات الـ 80 المشاركين للمرة الاولى أولمبياً في الكاراتيه التي تسجل الظهور الأول لها في طوكيو.
الزهراني والأبطال من طينة الحامدي يصادقون على أبعاد كثيرة من فكر صناع المستقبل في الرياضة في المملكة العربية السعودية بقيادة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية ونائبه في اللجنة الأمير فهد بن جلوي.
من هو علي الزهراني؟
الكابتن على الزهراني صاحب الـ52 عاما هو مدرب المنتخب السعودي ومن قبل كان في ناد متواضع ماديا كبير بإنجازاته هو نادي الجبيل الذي قدم للرياضة السعودية نجوما وأبطالا عالميين سعوديين آخرهم الحامدي المنتقل من نادي الجبيل قبل اشهر الى نادي الهلال لكنه ليس النجم الأخير في سلسلة الجواهر التي يقدمها نادي الجبيل للوطن.
ومن قبل الحامدي كان الكابتن الزهراني قد قدم البطل محمد عسيري أول لاعب سعودي يحصل على ذهبية في الأولمبياد حين توج بفخر بذهبية الكاراتيه في اولمبياد الشباب التي أقيمت في الارجنتين عام 2018 م.
واستطاع هذا المدرب الكبير إيصال أكثر من 14 لاعبا في مختلف الاوزان ليكونوا مصنفين دوليين وعالميين في لعبة الكاراتيه.
وعمل الزهراني بهدوء ليشع نور عمله، فحفر في الصخر وقدم لوطنه ابطالا كبارا خلال مسيرته التدريبية والتي بدأت من المملكة المتحدة عام 1999 م حتى لامست الربع قرن وقدم نفسه كنموذج للمدرب الوطني الذي يعمل حتى وإن كانت الإمكانات متواضعة في ناديه على عكس نماذج من المدربين الوطنيين الذين شاهدناهم في المراحل الماضية لا يقدمون المطلوب منهم بقدر اهتمامهم بالتنظير وملاحقة وسائل الإعلام رغم ان بعضا منهم وفرت له كافة الإمكانات والماديات والمواهب من بوابة الأندية كبيرة.
سجل الزهراني التدريبي المزين بـ6 دان في تصنيف الاتحاد الدولي للكاراتيه مليء بالإنجازات، أبرزها حصوله على أفضل مدرب لثلاثة أعوام متتالية من عام 2010م في دوري الكاراتيه المحلي، وكذلك تتويجه بجائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي عام 2018م.
لا مستحيل تحت الشمس هكذا يقول الزهراني دائما، هذا الشعار الذي كان يحمله ويقاتل عليه هذا المدرب المعروف بدقته وانتظامه في أموره الشخصية فهو اعتاد الخلود الى النوم في وقت مبكر ويستيقظ في ساعات النهار الأولى ليؤدي الحصة التدريبية الاولى تحت أشعة الشمس وقضاء كامل النهار في جوانب الكاراتيه من تدريب وتطوير وترك الليل لراحة البدن.
هذا الشغف بالعمل والنجاح والإنجاز ينير الطريق أمام بقية المدربين،فبعدما علق الكابتن علي الجرس وحمل لواء المدربين الوطنيين من خلال رئاسته للجنة رابطة المدربين ننتظر بشغف من بقية زملائه السير على نفس الطريق لصناعة ابطال ومعجزات للوطن تحت شعار (لا مستحيل تحت الشمس)، بعد أن شاهدنا في السابق نماذج تعمل تحت القمر ولا يستهويها ضوء الشمس!!.