تختص محافظة عنيزة بعوامل تميز، نالت على إثرها شهادات وعلامات، سواء في الجانب الاقتصادي أو السياحي أو المجتمعي وغيره، وحينما يذكر هذا التفوق فلا بد من التطرق للوسيلة الأهم في نقل تلك المنجزات والتعريف بها، ألا وهو الإعلام.
إذ لعب الإعلام عبر أجياله المختلفة دوراً مهماً، وقدَّم جهداً سخياً لإبراز المحافظة الجميلة، وكان صاحب مشاركة رئيسية في عملية تنميتها ونموها، حتى باتت حديثاً دائماً، والشواهد على ذلك لا تعُد ولا تحصى.
كان ما سبق جزءًا من تشخيص لحال الإعلام، ناقشته جلسة محافظ عنيزة الأسبوعية أمس الأول، بوجود عدد من الإعلاميين السابقين والحاليين والمعتزلين، إضافة إلى أصحاب معرفات إخبارية في مواقع التواصل الاجتماعي، وفيها كان السؤال الأبرز (لماذا تراجعت عنيزة إعلامياً خلال الثلاث سنوات؟).
ولو حاولنا الإجابة ووضع أيدينا على مكامن الخلل، والحديث هنا ليس حكراً على موقع جغرافي بعينه، لاختصرناه في عدة نقاط؛ أولها ضرورة الإيمان البالغ غير القابل للنقاش بأهمية الإعلام، وأن هذا اليقين يتطلب السير بذات الاتجاه مع رؤية المنظومة، مما يعني توفير السبل والأدوات كافة التي تضمن تقديم عمل احترامي مؤسسي بعيد عن العشوائية والاجتهادات الفردية غير المحسوبة، وكل ذلك سيصب بنهاية المطاف في وضع بنية مهمة لاستراتيجية إعلامية تتوافق مع الهدف العام.
وهذا يقودنا لمحورنا الثاني المتمثل في الاتزان وعدم التطرف مدحاً أو نقداً، فالمبالغة في الشيء مرفوضة تماماً، فلا يمكن لعاقل احترام الحشو المبالغ فيه، والتهريج على كل شاردة وواردة، لكونه أصبح في طي النسيان بفضل اتساع مدارك ووعي المجتمع، وهذه الفئة وكأنها جبلت على الثرثرة المقيتة غير النافعة واضحة الأهداف والمصالح، وفي المقابل التصيد والترصد مرفوض، ولا يمكن أخذه بالاعتبار أو تقبل ما يُطرح.
يدخل ضمن النطاقين الأساسيين أعلاه جملة من النقاط لا بد من الاهتمام بها؛ مثل: العمل على إيجاد أفكار إعلامية متجددة وخلاقة، ومد جسور التعاون مع الآخرين، والحرص على النتائج وليس القشور التي سرعان ما تنكشف، وتكبيل عشاق الأضواء أو ما يعرف بـ«المترززين».