تورّثت برد الشتاء جمرة الصيف
ولا عاد مرّتنا عذيّات الأنسام
جف الندى حتى قلوب المواليف
طوْيت صحايفها وجفنّ الأقلام
والا أغبط إلاّ اللي بروس المشاريف
حرٍ ليا من عاف من مرقبه حام
أحلى ليالي العمر مرّت كما الطيف
الله ياسرع الليالي والأيام
وإن عادت ركاب الهقاوي مناكيف
حنّا خلقنا الله عزيزين وحشام
نضيق من دنيا التعب والتحاسيف
ونلقى الفرج في ثاني أركان الإسلام
الوقت يفني كل من عزمه اضعيف
والدرب يبغى له مع المشي درهام
والمجد مايلقى بسوق السواليف
والطيب ماله جرّه بقاع الأوهام
والعز في قومة هل الرمح والسيف
لكن مافيه أطيب من الحظ لاقام
ياصاحبي ماغيّرتنا الصواديف
وان كان تبغى المختصر والنبأ الهام
أهل الوفاء ماينكرون المعاريف
حتى لو إن أصحابهم صاروا أخصام
تغيّرت بعض المفاهيم ياحيف
واللي جنح للصمت ماعاد ينلام
خذوا مكان أهل العقول الملاقيف
وماتت رسايلهم على الخاص والعام
عز اللّه ان الخاطر امصدّ وامعيف
من يوم صار الطيب كشخه وهندام
مشتاق للوقت النظيف وهل الريف
والشايب اللي ماتغيّره الأيام
يفزع مع المحتاج ويكرّم الضيف
وجمايله ماهيب تطلع بالإعلام
** **
- علي بن نايف الغامدي