إن من أبرز أسباب ألق الأغنية الشعبية وذيوع صيتها بالإضافة للصوت واللحن، القصيدة المتميزة التي قدّمها أبرز الشعراء الشعبيين، مثل: أحمد الناصر الشايع، وحمد المغيولي، ومحمد بن ناصر السويلم، وعبدالله العليوي -رحمهم الله-، وراشد بن جعيثن، وسعد الخريجي، وعلي القحطاني، وطلال السعيد وغيرهم، حيث أبقوا هؤلاء الشعراء لأصحاب الذائقة الرفيعة ما يشنف أسماع الأجيال. كما كوّن بعض الشعراء ثنائيات مع فنانين لا تُنسى، مثل ثنائية الشاعر أحمد الناصر، والفنان سلامه العبدالله في أعمال عديدة، منها:
هل دمعي على خدّي نهار الوداع
يوم قالوا فمان الله جاني بلاي
التفت والتحظني بالعيون الوساع
وارسل الدمعه اللي زاد منها عناي
خايفٍ من فراقٍ ما وراه اجتماع
يا الله اليوم لا تقطع رجاه ورجاي
أيضًا كان لثنائية الشاعر حمد المغيولي والفنان حمد الطيار -رحمهما الله- نجاحها الكبير في أكثر من أغنية، منها:
الا يا عيوني ما يفيد النظر والشوف
تكافي وكفّي لاتراعين يا عيوني
ومنها:
غزالٍ يداني خطوته بين أمان وخوف
يوطّي قدم رجله على الخد بالهوني
لحظني بعينٍ كن فيها نمش وسيوف
وقع ما بكفي واختلف وانصفق لوني
أيضًا كان للثنائية الرائعة بين الشاعر عبدالله العليوي والفنان عبدالله الصريخ -رحمهما الله- صداها الكبير في أكثر من عمل بينهما، منها:
قلبي بعيدٍ عنك وين أنت ويّاه
قلبي عليك اليوم أبعد من سهيل
ومنها:
نسيت حبك وانت ياليت تنساه
أيامنا ضاعت خداعٍ وتمثيل
عزِّي لقلبٍ مثل قلبك تولاّه
ما عاد ابي للّي حصل منك تعليل
كذلك كان لثنائي الشاعر راشد بن جعيثن والفنان فهد بن سعيد -رحمه الله- انتشاره الواسع المتمثل في أكثر من أغنية جميلة، منها:
شفتك معه واقفيت عنكم وصدّيت
أخاف أموت من القهر في مكاني
مبعد ولا بك يا هوى البال ضنّيت
إنك تعاشر بالهوى خل ثاني
ومنها:
يا مرخص الغالين بالحب ياليت
انّي عرفت نهايتك من زماني
ومن أشهر الثنائيات تلك التي كانت بين الفنان عيسى الأحسائي -رحمه الله- والشاعر علي القحطاني الذي كان وفيًا لرفيق دربه الفنان عيسى الأحسائي، وألَّف كتابًا عن حياة رفيق دربه بعنوان ذكريات فنان في -جزأين- ومن الأعمال العديدة التي جمعتهما أغنية، منها:
دلعوك أهلك وتوّك صغيّر
واكتمل عمرك وصارت طبيعه
ما تغيَّر لا تحاول.. تغيّر
أمر ياذا الحلو ما تستطيعه
وأنت ما تعرف رجب من قصيّر
والعمر توّه على أول ربيعه
** **
- محمد بن علي الطريّف