مها محمد الشريف
خلال أربع وعشرين ساعة أرسل الحوثيون 17 مسيرة مفخخة باتجاه أهداف مدنية في السعودية تم تدميرها بالكامل معتقداً أن سحب بعض بطاريات الدفاع الجوي المؤقتة الأمريكية من قبل البنتاجون أن ذلك ضوء أخضر يمكنه من إصابات أهداف داخل المملكة رغم أنه معروف أن الدفاعات الجوية السعودية هي من يتصدى لكل مقذوفات الحوثي من صواريخ ومسيرات منذ أن بدأت عاصفة الحزم، حيث نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» عن التحالف أن «عملية الاعتراض تمت بنجاح في الأجواء اليمنية، وتم صد المحاولة العدائية»، لكن اللافت أن التيارات الإسلامية السياسية التي صدعت رؤوس العالم بادعاء حميتها للإسلام تقبع تحت صمت مريب وتغض الطرف عما يقوم به الحوثي من محاولات استهداف مكة، فيبدو أن ورقة التوت سقطت عن جميع هذه التيارات وأولهم الإخوان وحماس الباحثون عن السلطة فقط والذين لا يعنيهم سوى مصالحهم فهم أعداء السلام.
وبصمة الإرهاب الإيراني واضحة في العالم الإسلامي وفي اليمن تحديداً، أما المجتمع الدولي فهو في حالة من السكون ولا نرى منه سوى أكوام من الإدانات بينما عبث إيران في اليمن تزداد وتيرته وخاصة في المناطق التي يسيطر عليها وكيلهم الإرهابي تنظيم ميليشيا الحوثي الذي يهدف لما يخدم فكر الثورة الإيرانية القائمة على الهدم والتخريب في كل مكان تنفذ إليه، فالتعليم بتلك المناطق أصبح يمجد إيران ومشروعها التدميري للمنطقة عبر استخدام الدين للعبور لعقول النشء من خلال التعليم وتغيير المناهج التي أصبحت تركز على تاريخ مؤسس هذه الميليشيات وإجبار الطلاب على ترديد شعاراتهم الطائفية، حيث سيطر الحوثي على التعليم في المناطق الخاضعة له في اليمن.
كيف إذن ستختلف هذه الصورة عندما يبدأ المستعمر بفرض ثقافته فهذا إنذار خطير للتغيير الفكري والديموغرافي للبلاد، والحوثيون سيطروا على قطاع التعليم في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ابتداء من تعيين شقيق زعيم الجماعة وزيراً للتعليم في حكومتهم غير المعترف بها، ثم تغيير المناهج وزج سيرة مؤسس جماعتهم في المقررات الدراسية، حتى وصل بهم الأمر إلى تعيين القيادي في الجماعة «علي يحيى شرف الدين» نائباً لوزير التعليم العالي والبحث العلمي ونتساءل عما إذا كانت هذه الثلة الفاسدة تنكر القرائن الموثقة التي تؤكد أنهم ينتمون إلى فصائل سياسية مختلفة تسيطر عليها ملالي طهران وتستخدمها لإبادة بعضهم بعضاً.
ما زلت أكرر أنه لا يمكن لأي قوى استعمارية أن تدخل لأي دولة إلا عبر الخونة والحوثيون نموذج لهذه النوعية من الخونة لدينهم ولعروبتهم فهم باعوا وطنهم للإيرانيين مجاناً فكانوا مجرد مطية لأسيادهم الفرس الذين عاثوا في الأرض فساداً فإيران دولة فاشلة اقتصادياً وتنموياً ولا يمكن أن تصدر للعالم إلا الدمار والفشل والخراب والفتن ويعينها ثلة من الخونة أعميت أبصارهم وغيبت عقولهم وأصبحوا لاهثين خلف فتاوى ملالي طهران التي لم تنفع دولتهم ففاقد الشيء لا يعطيه ولا يمكن لدول مثل اليمن ولبنان وكل دولة تغلغلت بها إيران أن تعود للحياة إلا بطرد آخر إيراني وكل خائن وعميل حتى يعم السلام والتنمية بالمنطقة فإيران ليست أحد محاور الشر بل هي الشر بعينه.