فهد المطيويع
ما زال إعلام ذلك النادي مجتهدًا في البحث عن البطولات بمسمياتها المختلفة من باب لعل وعسى أن يظفر بشيء منها لتضييق فارق التفوق الهلالي من خلال المنافسات الودية التي حققها في سنوات مضت وإعطائها القيمة التي تتناسب مع طموحاتهم وأحلامهم ودغدغة مشاعر الجماهير المتعطشة لأي إنجاز، طبعًا زاد الحماس مع إعلان اتحاد كرة القدم عن مشروع التوثيق القادم. نتفهم مثل هذه التطلعات، وفي المقابل نتفهم أهمية توثيق الإنجازات، ونتفهم أيضاً أن يشارك أي نادٍ في مناسبات ودية مختلفة لأغراض معينة والفرح بما يتحقق في تلك المناسبات حتى وإن أتت من خلال المشاركة بفريقين في دورة رمضانية واحدة كونها مشاركة ودية أو منافسات مناطق تؤهل لبطولة أخرى يسجلها التاريخ لكل من حققها، وهذا حق مكفول للجميع، ولكن المستغرب أن هناك من يصر على رفع تصنيف تلك الوديات والدورات الرمضانية وتحويلها لبطولات دوري واعتمادها بالشكل الذي يتناسب مع أحلامهم وأمانيهم دون عناء أو منافسة حقيقية في الميدان!، بصراحة مثل هذا الإصرار يعتبر قفزاً على الحقائق لا يقره العقل ولا التاريخ ولا حتى الجغرافيا، فبطولة الدوري أو البطولات المعتمدة معروفة ولا مجال للتلاعب بأوراقها وخلط (عباس على دباس) فقط. على أي حال نقول كان الله في عون اتحاد الكرة فأمامه مهمة صعبة إذا ما دخل في معترك التوثيق لأن هناك من تعود على استغفال التاريخ وأهله وكل شاهد على العصر. ولتفهم أكثر أسلوب تعاطيهم مع موضوع التوثيق أنظر كيف تحولت قصة قائمة البطولات المرسلة للاتحاد الآسيوي لكرة القدم إلى وثيقة دولية معترف بها كما يزعمون بالرغم أنها ليست أكثر من خطاب طلب توثيق وضعت فيه (كمية) من البطولات وممهور بختم أحد مكاتب الترجمة ليتم إرساله للاتحاد الآسيوي لتوثيقه! هذا الخطاب أصبح بقدرة قادر الوثيقة الأولى لتعزيز المطالبات وشهادة اعتراف وإثبات رغم أن الموضوع ليس إلا خطاب استفسار موجه للاتحاد الآسيوي لمعرفة إمكانية توثيق البطولات من قبل الاتحاد الآسيوي بشهادة أمين اتحاد كرة القدم الأستاذ جمعان الغامد والذي قال إن الخطاب أرسل لطلب التوثيق ولم يصلنا رد من الاتحاد الآسيوي إلى تاريخة!، لهذا لا أحد يتوقع النجاح لأي مشروع توثيق ما دام أن الأبواب مفتوحة لكل من هبَّ ودب أن يفسر ويدعي من البطولات ما يشاء دون حسيب أو رقيب. على العموم أتمنى أن لا يكون هدف التوثيق الرضوخ لتلك الضغوط وتلبية رغباتالضجيج وأصحاب الصوت العالي.