«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
منذ أن أعلن الأستاذ ياسر المسحل رئيس اتحاد كرة القدم عن نيَّة اتحاده «توثيق» البطولات التي أشرف عليها منذ تأسيسه عام 1956، والوسط الرياضي منقسم حول هذا التوثيق قبل أن تُعلن نتائجه، وهناك أسئلة تتبادر إلى الأذهان لا بد «وجوباً» أن يجيب عليها اتحاد القدم، وأهم وأول تلك الأسئلة، ما هي «المعايير» التي ستوثّق من خلالها البطولات...؟! فلا يمكن أن توضع بطولة الدوري السعودي أو كأس الملك أو ولي العهد بجانب بطولة «ودية» حتى وإن أشرف عليها اتحاد القدم، وفي هذا الصدد، وفي حديث جانبي، قال ياسر المسحل في تواصل خاص وسابق بأن جميع البطولات التي أشرف عليها اتحاده ستوثق...! وهذا بالتأكيد خلل في العمل التوثيقي، إذ يجب مراعاة البطولات الرسمية وتصنيفها على أنها بطولات رسمية، بينما تُصنف البطولات الأخرى كبطولات ودية أو فئة أقل، فالأندية جميعها لعبت بطولات ودية، بعضها يحمل اسم «عضو شرف» واتحاد القدم أشرف عليها، فهل من المعقول أن تُصنف هذه البطولة على أنها رسمية، ويعترف بها اتحاد القدم...؟! إن حدث ذلك فتلك مصيبة، فأي نادٍ يستطيع إقامة أي بطولة ودية ويشارك فيها فريقان أو أكثر ويطلب من اتحاد كرة القدم الموافقة عليها، فهل من المعقول احتساب تلك البطولات..؟! أيضاً تصفيات المناطق التي تنادي بها بعض الأندية وسبق وحققتها أندية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي والقادسية والاتفاق، لا يمكن تصنيفها على أنها بطولة قائمة بحد ذاتها، فهي مجرد تصفيات لبطولات أخرى، وليس فيها أي تتويج أو استلام كؤوس وميداليات، فعلى أي أساس تُحتسب...؟!
أما السؤال الثاني المهم: من هم القائمون على لجنة التوثيق، هل هم مؤرِّخون..؟! ومن هم..! فالأسماء حينما تُكشف تكون الثقة أو تُنزع! وعلى أي أساس تم اختيارهم..! وهل هناك تواصل مع غيرهم؟! وإن لم يكونوا مؤرِّخين، فمن هم أعضاء اللجنة..؟!
اتحاد القدم مقبل على موضوع حساس، ويجب أن يكون عند الثقة، فالوسط الرياضي لن يرضى بغير التوثيق الصحيح الذي يعرفه القاصي والداني، ولكن اتحاد القدم متردد في إعلانه، فإن كان إعلان التوثيق بحسب التاريخ فأهلاً به، وإن كان بغير ذلك فهذا لن يقدم ولن يؤخر في الحقيقة التي تؤكدها الأرقام وسجلها التاريخ في صفحات.