الفرح كلمة يتداولها الناس للتعبير عن وقائع وحالات اجتماعية، وهناك كلمة مرادفة وهي السرور، إلا أنها في البعد وقوة التأثير لا تصل للفرح الحقيقي، كما يفهم من الدليل القرآني قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (سورة يونس 58)، فهذا هو الفرح الذي يبقى ثابتاً ويرقى على ما سواه كفرح المناسبات والحصول على منصب أو وجاهة أو مكاسب مالية، والذي يمكن تسميته فرحاً تجاوزاً وإن أدخل السرور على النفس فهو فرح مؤقت سرعان ما يتبدل، فالفرح الناتج عن الطاعات هو الحقيقي الذي يعتد به وهو الأكثر ملامسة للنفس، عكس السرور الذي يأتي من خلال مواقف عابرة والذي ربما يعقبه تعب، فهو وإن كان فرحاً إلا أنه يزول كما يحصل في الملاعب والحفلات، وقد يأخذنا هذا الأخير إلى مواقف مذمومة كالفخر بالمال، فيرى صاحبه أنه أعز من غيره فيستعبدهم لخدمته وتعظيمه، فالتكبر من صفات الله ولا يجوز أن يجلب الفرح أو السرور للعبد ارتداء صفة ليست من صفاته، فالمال يذهب وكل مباهج الدنيا مآلها الزوال ولا يبقى للإنسان إلا التعامل الحضاري والخلق الجميل كسيرة يتداولها الناس من بعده، وهنا لابد من الحرص حين يُصِيب الإنسان مالاً أو مركزاً أو وجاهة أن يشكر الله ولا يطغى أو يتكبر على من حوله، بل علينا نشر المعروف والسعي لقضاء حوائج الناس وهنا يتحقق الفرح الدائم والخلق الرفيع.