هو مستقبلنا الجديد، لكنه بالطبع ليس بالجديد الذي يستعد له وطننا، ويهدف إليه بكل إصرار وعزيمة وإرادة كبيرة، يساير طموحه ليكون لديه الاستعداد الأكثر للأزمات، والأسرع توثباً إلى المستقبل، في عالم متغير وجديد، يختلف بوسائله وأولوياته عمّا قبل «جائحة كورونا»، ويتطلب أساساً قوياً من الأبحاث العلمية والأكاديمية، والاستثمار في علوم الحياة والتكنولوجيا الطبية، وتطوير وتأهيل كوادر وطنية قادرة على تعزيز مسيرة وطننا التنموية المستدامة على كافة المجالات المختلفة.
على هذا النهج الذي خطَّته القيادة الرشيدة -أعزها الله- ممثلاً بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ومتابعة وإشراف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، في ظل الرؤية السعودية 2030 وبرنامج «صنع في السعودية»، يأتي تدشين وزير الصناعة والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للتنمية الصناعية بندر بن إبراهيم الخريف، ووزير الصحة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، مؤخراً أول جهاز للتنفس الصناعي تمت صناعته في المملكة بمواصفات عالمية، الذي يأتي، كما أكد معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية، على المسار الصحيح، للنهوض بصناعتنا إلى مستويات جديدة، في ظل الدعم الذي قدمته منظومة الصناعة بتوجيهات كريمة من القيادة الرشيدة عبر مبادرات مختلفة كان لها دور كبير في تذليل الصعوبات التي واجهت القطاع الصناعي ويُدلل على وجود قاعدة صناعية قوية في بلدنا، ويأتي استمرارا لاستجابة القطاع الصناعي للطلب على هذه الأجهزة والحاجة إليها في الفترة الحالية التي لا زلنا نعيش فيها آثار هذه الجائحة.
استمرار الجهود، ومواصلتها لترسيخ مكانة وطننا، كجهة متميزة في مسار البحث الأكاديمي العالمي، هو هدف وضعت نصب عينيها القيادة، كتحد من نوع آخر وجديد، يجب الوصول إليه، رغم التحديات التي ربما تعترضنا في مسيرتنا نحو بلوغ هذه الأهداف الجديدة، ونحن، وكما علمتنا القيادة الرشيدة، باستطاعتنا بلوغها، ولدينا من الأسس ما يجعلنا نشعر بالاطمئنان لإيجاد الحلول، وقهر الصعوبات، في وطن «لسنا قلقين على مستقبل المملكة، بل نتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا، قادرون على أن نصنعه - بعون الله - بثرواتها البشرية والطبيعية والمكتسبة التي أنعم الله بها عليها».منهجنا، كما أشار معالي وزير الصحة، يرتكز على التخطيط القائم على دعم وتشجيع الشركات والمصانع الوطنية، حيث جعل محمد بن سلمان، دعم وتشجيع الشركات والمصانع الوطنية الطبية، هدفاً وطنياً وواجباً استراتيجياً.
ومن هنا، تكمن أهمية الجودة التي ينبغي أن يكون عليها التعليم وكذلك نوعيته، وتوظيفه لإيجاد الحلول للتحديات التي تعترضنا في الحياة، ومن أهمها، توفير التعليم الطبي عالي الجودة، للاعتلاء بمستوى الرعاية الصحية، التي تعتبر أحد القطاعات الحيوية للتنمية المستدامة للوطن، وهو الدور الذي تقوم به الجامعات السعودية ممثلاً في كلياتها الطبية.
ساعة العمل حانت، لحشد المزيد من الخبرات والتجارب والكوادر الوطنية والمؤسسات البحثية، والتركيز على التعليم الطبي ونقل المعارف وتنويع مصادرها المتخصصة، فضلاً عن دعم الممارسات المهنية، وتعزيز الاستثمارات العلمية، واستكشاف الطرق الجديدة والمبتكرة التي تمنحنا الانفتاح على العالم ومؤسساته وهيئاته الصحية والمتخصصة بما تخدم المصلحة العامة وأهداف الوطن، تشارك في صنعه عقليات علمية تحمي صحة المجتمع، وتساعده على الوصول إلى ما نأمله من طموحات.