د. صالح بكر الطيار
تابعت المشاورات والاجتماعات التي عقدت الأيام الماضية بين معالي وزير التجارة الدكتور ماجد القصبي مع رئيس مجلس الوزراء المصري والحكومة المصرية والجهود المميزة لمعالي سفير خادم الحرمين الشريفين في مصر الأستاذ أسامة نقلي وجهود رئيس الجانب السعودي في مجلس الأعمال السعودي المصري الأستاذ بندر العامري، وما تم من اتفاقيات تختص بتسهيل وتيسير اتجاهات الاستثمارات السعودية في مصر والتي مرت خلال سنوات ماضية ببعض التحديات والعراقيل إلا أنه وبفضل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان والتي انطلقت لتوفير كل التسهيلات والإجراءات للمستثمرين السعوديين في الخارج أو المستثمرين الأجانب في السعودية والتي خطت فيها دولتنا خطوات سريعة ودؤوبة أسهمت في توجيه استثمارات بمليارات الدولات إلى السعودية وأيضًا ضخ مليارات الدولارات من رجال أعمال سعوديين إلى الخارج.
وتأتي مصر كدولة أولى تحتضن 30 مليار دولار من الاستثمارات السعودية والتي ستصل وفق التوقعات إلى حوالي 50 مليار دولار خلال الخمس سنوات المقبلة.. وإني أؤكد أن هنالك فجراً جديداً يخص الاستثمار في مصر بعد أن تمكن مسؤولو البلدين من رصد العوائق والعراقيل والمشكلات التي كانت سبباً في عرقلة بعض الاستثمارات أو تعديل وجهتها، الأمر الذي سيجعل مصر وجهة أولى خلال السنوات القادمة، وقد تمخضت الاجتماعات عن عقود جديدة كخطوة أولى بحوالي 3 مليارات دولار في مجال الطاقة والاسكان والعقارات مما من شأنه انتعاش السوق الاقتصادية للبلدين، خصوصاً وأن هنالك ما يقارب نصف مليون مواطن سعودي مقيم في مصر، وحوالي مليونين مصري مقيمون في سعودي.
وبحكم علاقاتي وأعمالي في مصر وارتباطي بها منذ عقود طويلة ومعايشتي لواقع الاستثمار طيلة تلك السنوات الماضية، وما شهدته الاستثمارات بين البلدين من ارتفاع وانخفاض وتعاف وتراجع، فإن الواقع يحمل العديد من التباشير خلال العام الجاري والأعوام المقبلة بعد أن وضعت النقاط على الحروف وتم تذليل كل العقبات التي كانت تعترض طريق المستثمر السعودي في مصر واستفادة القطاعات المصرية من التجربة السعودية في الاستثمارات على أراضيها، ووجود تعاون وتخطيط قيادي فريد بني البلدين وتلاحم شعبي الأمر الذي صنع كل الدروب والمسارات الكفيلة بصناعة مستقبل واعد، وعلى يقين أن القناعة مطلقة في مصر وقيادتها الحكيمة التي سخرت كافة الإمكانيات لتعزيز الاستثمار الأجنبي بصفة عامة والسعودي بصفة خاصة للوصول إلى نتائج مذهلة ومميزة لاقتصاد وتنمية البلدين، وأرفع شكري وتقديري لكل فرد في الوفد السعودي من وزير التجارة والسفير السعودي ورئيس الجانب السعودي في مجلس الأعمال على جهودهم ومتابعتهم الحثيثة لكل تفاصيل خطط الاستثمار وواقعه ومستقبله، وها نحن نجني الثمار للخروج من النفق المظلم للتحديات، الاستثمارات السعودية في مصر ستشهد نقلة نوعية نحو إزالة كافة التحديات.. المستثمر السعودي والمصري على ثقة كبيرة أنهم أمام بداية جديدة لطريق مليء بالتفاؤل والأمل بما يحقق طموحاتهم الاستثمارية في الدولتين ولا شك أن حجم الاستثمار في هذا العصر الزاهر ستكون مضاعفة مع مر الأيام وسنرى نقلة جديدة في عالم الاستثمارات بين البلدين والفضل في ذلك يعود بعد الله لدعم وتشجيع قيادتي الدولتين التي تمثل كل منهما العمق الاستراتيجي العربي والإقليمي والدولي.