صبار عابر العنزي
يُعَدُّ الإعلام ركيزة أساسية في بناء الدولة ويعتبر من مقومات ورموز السيادة الوطنية، ولابد من تفعيل أدائه لترسيخ الثوابت الوطنية.
فهو صوت الشعب وصوت من لا صوت له، ومرآة تعكس صورة المجتمع وقيمه الأصيلة وآراءه وأفكاره وعاداته وتقاليده...
يعبِّر عن هموم المواطن وطموحه وآلامه وآماله بصدق، وهذا الأمر يعتبر صمام الأمان للإعلام الذي يحظى بالمصداقية ويكتسب ثقة القارئ.
كما أنه يسهم عن طريق التغطية الواعية والمتميزة في تحصين وعى المواطن ضد أي غزو فكرى, وباعتباره أحد مكونات التنوير، فهو المسؤول بدرجة كبيرة عن بناء الوعى أو هدمه، وكلنا نعلم مقولة جوبلز وزير دعاية هتلر:
«أعطني إعلامًا بلا ضمير أعطيك أمة بلا وعى».
فالإعلام دوره حيوي ومؤثر في الوحدة وحشد الأمة نحو قضايا مشتركة تحقق المصلحة والشرعية للجميع، وحدة عموم المسلمين في العالم.
لأنه يسهم في تعزيز التلاحم الوطني والمجتمعي وتنمية الهوية الوطنية لدى أبناء الأمة وتمكينهم وتعزيز قدراتهم واكتشاف المواهب لديهم من خلال التدريب والتوجيه خاصة من قبل الأسرة والمؤسسات المعنية.
لذلك أردنا أن نسلط الضوء على قضية مهمة لها تأثير على التلاحم المجتمعي بين أفراد المجتمع بما يخلق مجتمعًا متماسكًا قادرًا على التنافس والتطور وفق أرفع المعايير العالمية والقيم المحلية الأصيلة.
لأننا نحتاج إلى الترابط المجتمعي والأسري لتعزيز تراثنا الإسلامي وثقافتنا وهويتنا الوطنية واتحاد المصالح الفردية مع المصالح الجماعية للمحافظة على مكتسبات الوطن واستمراريتها وتنفيذ توجيهات (قيادتنا) التي تتطلع دائمًا إلى العمل بروح الفريق الواحد.
فتعزيز الهوية الوطنية يمثل القوة الدافعة الكبرى في خطط التنمية الوطنية الطموحة للأمة والأساس الذي تستند إليه الجهود المبذولة على كل الأصعدة والمستويات، وأن الشعور الحقيقي بالانتماء هو الذي يجعل العقل يبدع ويُخرج أقصى طاقاته ويضاعف من عوائد الاستثمار في التعليم والتدريب وتسليح مواطني الأمة بالقدرات العلمية المتفوقة مما سينعكس في النهاية على المجتمع الذي سيصبح أكثر رخاءً وازدهارًا وأمنًا.
لذا يمارس الإعلام الحر الدور المتعاظم في العالم بفعل تطور وسائل الاتصال وانتشارها ودوره الذي أصبح محوريًا في تشكيل وجهات النظر تجاه الأحداث والقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية بل ويصنعها في بعض الأحيان.
وإننا اليوم أمام مسؤولية مضاعفة وتحدٍّ جديد يضاف إلى التحديات السابقة بعد أن صار للإعلام بمختلف أشكاله دور لا يُستهان به في التنوير وإصلاح الخلل حيثما وجد, أضافة إلى تشكيل المواقف والآراء وبناء الشخصية والتأثير في اتجاهات الرأي العام، وهو الجانب الذي يلزم أن يحتل نصيبًا من الاهتمام يوازي تأثيره الكبير في العالم المعاصر.
وفي الختام أتمنى بكل ما طرح أن يكون ثريًا ومفيدًا نحو رسم خريطة طريق تحقق الهدف الذي نتطلع إليه جميعًا وهو ضمان المزيد من التطور والرفعة لأمتنا العربية الغالية من خلال ترسيخ الهوية الوطنية وتقوية أواصر التلاحم الوطني عبر واحدة من أكثر الآليات الحديثة تأثيرًا.
وهو ما يتطلب ضرورة حماية الجيل الحاضر والمستقبل من الثورة الإعلامية الموجهة وتحصينهم من أي تأثيرات سلبية قد تؤثر عليهم أو على مجتمعهم ومواجهة الرسائل التي يبثها الإعلام الخاص والموجه من الأعداء للتقليل من القيم الاجتماعية وإضعاف الهوية الوطنية والثقافية.
ولإعلاء اسم وإعلام دولنا عالية في كل المحافل المحلية والخارجية وتشجيع المبادرات الوطنية وإعلاء الانتماء الوطني والتلاحم المجتمعي والدعوة إلى ثقافة وطنية جامعة...
هناك ضرورة قصوى بأن يكون الإعلام بكل وسائله منبرًا إيجابيًا، يركز على ما هو ناجح ويبرزه ولا يضخم الفشل، ولا يكون أداة لنشر اليأس والإحباط بين الناس.
ويجب أن يقود الإعلام أشخاص قادرون على تحقيق هذه الأهداف ولديهم رؤية حقيقية ووعي بدوره في المجتمع وواجباته نحو الأمة.